للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزيتونة بتونس، والجامع الأعظم ببجاية. فنفقت في بجاية زهرة العلم بسبب ذلك" (١). فما إن أطل عليها القرن السابع حتى أصبحت تعج بالعلماء. وفيهم من يحفظ كتاب التنبيه لابن بشير. وقد سجل كل هذا أبو العباس الغبريني في كتابه "عنوان الدراية في من عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية".

كما أني لا استبعد دخول ابن بشير الأندلس طلبًا للعلم فقد أخذ عن علماء أهل الأندلس كما سيأتي.

* المطلب الثالث: طلبه للعلم

لم يبلغنا شيء عن طريقة ابن بشير في طلبه للعلم، ولا متى بدأ ذلك. ولكنه في الغالب لن يخرج عن الطريقة المألوفة والمعهودة عند المالكية في إفريقية والأندلس. وقد تحدث عن هذه الطريقة بعض العلماء منهم ابن خلدون (٢).

وقد جرت العادة أن يتخذ المالكية الكتاتيب لتعليم الأطفال الصغار، ولا يدخلون إلى المساجد تنزيهًا لها عن عبث الأطفال، وتمشيًا مع رأي مالك الفقهي الذي لا يرى دخول الأطفال للمساجد؛ لأنهم لا يتحفظون من النجاسة. ولم تنصب المسجد للتعليم (٣).

وقد صور ابن خلدون طريقة أهل إفريقية في تعليم الولدان فقال: "وأما أهل إفريقية فيخلطون في تعليمهم للولدان القرآن بالحديث في الغالب، ومدارسة قوانين العلوم وتلقين بعض مسائلها. إلا أن عنايتهم بالقرآن واستظهار الولدان إياه ووقوفهم على اختلاف رواياته وقراءاته أكثر مما سواه. وعنايتهم بالخط تبع لذلك. وبالجملة فطريقهم في تعليم القرآن أقرب إلى طريقة أهل الأندلس؛ لأنّ سند طريقتهم في ذلك متصل بمشيخة الأندلس" (٤).


(١) ومضات فكر ص ٣٤٧.
(٢) المقدمة ٧٤٠.
(٣) تاريخ التربية الإسلامية لأحمد شلمي ص ٥٣.
(٤) المقدمة ٧٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>