قبل أن أتحدث عن حياة ابن بشير لا بد من الإشارة إلى أن هذا الإمام لم يلق من العناية والاهتمام ما يليق بمكانته العلمية ومنزلته الفقهية داخل المذهب، فقد ضن المؤرخون والمترجمون على أن يجودوا بترجمة وافية عنه، والمترجم الرئيس له هو: ابن فرحون (ت) ٧٩٩ هـ الذي يفصل بينه وبين ابن بشير قرنان ونصف من الزمن، وكل من ترجموا له فمعولهم على ما ذكره ابن فرحون. باستثناء المخطوط المجهول المؤلف الموجود في الخزانة العامة رقم: ٩٢٨ د، الذي أضاف شيئًا قليلًا جدًا عما ذكره ابن فرحون، وإن كان ينقل عنه أيضًا.
وقد بحثت عن أخباره المنيعة المطلب والصعبة المرام في كل ما وصلت إليه يدي من كتب الطبقات والتراجم والفهارس والبرامج والإثبات والمشيخات والمعاجم، ولم أظفر إلا بالنزر اليسير.
ولم يكن حظ ابن بشير مع المعاصرين بأسعد من حظه مع المتقدمين. فقد لقي منهم نفس الإهمال الذي لقيه من سابقيهم- في حدود علمي- إذ
(١) ترجمته في الكتب التالية: الديباج المذهب: ١/ ٢٦٥، تراجم مالكية لمؤلف مجهول ص ٢٩٩، شجرة النور الزكية: ١٢٦، كتاب العمر: ٢/ ٦٩٣، الفتح المبين في طبقات الأصوليين ٢/ ٢٢، معجم المؤلفين: ١/ ٤٨، تراجم المؤلفين التونسيين ١/ ١٤٣، موسوعة الفقهاء - طبقات الفقهاء ٦/ ٧.