للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدمنا الخلاف في الجلوس في ابتدائها. لكن يكثر في هذه الخطبة من الاستغفار والتضرع. والأصل في الاستغفار قوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (١)، وقوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (٢)، فجعل السقي جزءًا من الاستغفار.

ولا يدعو في هذه الخطبة إلا بكشف ما نزل بهم، لا لأحد من المخلوقين. ويحول رداءه بعد أن يستقبل القبلة بوجهه. ومتى يفعل ذلك؟ في المذهب ثلاثة أقوال (٣): أحدها: أنه بين الخطبتين لئلا يزيد خطبة ثالثة (٤)، [والثاني: أنه في أثناء الخطبة الثانية لا بعد تمام الخطبة، والثالث] (٥): أنه بعد إكمال الخطبتين لئلا يقطع خطبته بعمل ليس من جنسها.

ومن يحول رداءه؟ لا خلاف أن الإمام يفعل ذلك، والمشهور أن من وراءه من الرجال يفعلون ذلك. وقال الليث بن سعد (٦): يكتفي بذلك الإمام، لما روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في تحويل ردائه (٧).

ولا يحول النساء أرديتهن، إذ فيه كشف (٨) لهن. وهذا التحويل تفاؤلاً


(١) نوح:١٠.
(٢) هود:٥٢.
(٣) في (ر) قولان.
(٤) في (ت) ثانية.
(٥) ساقط من (ر).
(٦) هو: الليث بن سعد بن عبد الرحمن الإمام الحافظ شيخ الإسلام وعالم الديار المصرية أبو الحارث الفهمي .. مولده .. سنة أربع وتسعين .. سمع عطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة ونافعاً العمري وسعيد بن أبي سعيد المقبري وابن شهاب الزهري .. وخلقاً كثيرًا حتى إنه يروي عن تلامذته .. روى عنه خلق كثير. كان الليث رحمه الله فقيه مصر ومحدثها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته ولقد أراده المنصور على أن ينوب له على الإقليم فاستعفى من ذلك". سير أعلام النبلاء ٨/ ١٣٦ - ١٤٣.
(٧) سبق تخريجه.
(٨) في (ق) و (ت) كشفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>