للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الصلاة]

مَسْألة (١) في الأذان (١):


(١) الأذان في اللغة الإعلام، قال الله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ أي إعلام، ومنه ﴿آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾ أي أعلمتكم فاستوينا في العلم، وفي الشرع: إعلام مخصوص، في وقت مخصوص، بألفاظ مخصوصة. دل على مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع. انظر اللسان (أذن) مواهب الجليل (١/ ٥٩١) المغني (١/ ٥٤٣) حاشية ابن عابدين (١/ ٤٣ - ٤٤) تحفة الخلان في أحكام الأذان (٦٦).
فائدة أولى: قال القاضي عياض: "اعلم أن الأذان كلام جامع لعقيدة الإيمان، مشتمل على نوعيه من العقليات والسمعيات، فأوله إثبات الذات وما يستحقه من الكمال، والتنزيه عن أضدادها؛ وذلك بقوله: "الله أكبر"، وهذه اللفظة مع اختصار لفظها دالة على ما ذكرناه، ثم صرح بإثبات الوحدانية ونفى ضدها من الشركة المستحيلة في حقه ، وهذه عمدة الإيمان والتوحيد، المقدمة على كل وظائف الدين، ثم صرح بإثبات النبوة والشهادة بالرسالة لنبينا ، وهي قاعدة عظيمة بعد الشهادة بالوحدانية، وموضعها بعد التوحيد؛ لأنها من باب الأفعال الجائزة الوقوع، وتلك المقدمات من باب الواجبات، وبعد هذه القواعد كملت العقائد العقليات فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقه . ثم دعا إلى ما دعاهم إليه من العبادات، فدعا إلى الصلاة وجعلها عقب إثبات النبوة؛ لأن معرفة وجوبها من جهة النبي لا من جهة العقل، ثم دعا إلى الفلاح وهو الفوز والبقاء في النعيم المقيم، وفيه إشعال بأمور الآخرة من البعث والجزاء، وهي آخر تراجم عقائد الإسلام، ثم كرر ذلك بإقامة الصلاة للإعلام بالشروع فيها، وهو متضمن لتأكيد الإيمان، وتكرار ذكره عند الشروع في العبادة بالقلب واللسان، وليدخل المصلي فيها على بينة من أمره، وبصيرة من إيمانه، ويستشعر عظيم ما دخل فيه، وعظمة حق من يعبده، وجزيل ثوابه.
فائدة ثانية: ذكر العلامة إبراهيم بن صالح الأحمدي الشافعي عشر فوائد للمؤذن، وذكر بعض فوائده أيضًا بالنسبة للسامع. انظرها في كتابه تحفة الخلان (٦٠ - ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>