(٢) مسألة وضع اليمين على الشمال في الصلاة من المسائل التي كثر فيها الكلام، خصوصًا في هذا العصر، وأفردت بمؤلفات خاصة ما بين مؤيد وراد. والمتأمل في أدلة المسألة لا يبقى عنده شك في سنية القبض، وأن من أنكره لم يأت بشيء يذكر، إلا مجرد تأويلات للنصوص بعيدة، أو نقولات عن بعض السلف لا ترقى لتقاوم الصحيح عن النبي ﷺ والصحابة والتابعين. وقد ألف الشيخ العلامة محمد المكي بن عزوز البرجي المالكي رسالة خاصة في نصرة هذه السنة سماها: "المبرة في أن القبض في الصلاة مذهب إمام دار الهجرة". وقد حاول الشيخ محمد المحفوظ الشنقيطي نصرة السدل في كتابه: "فتح ذي المنة برحجان السدل من السنة" فلم يأت بطائل، وبرهن على ضعفه الشديد في علم الحديث وغيره، وعلى أسلوب لا يليق إلا بالمتعصبة الذين همهم نصرة المذهب بأي شيء كان؛ وإن كان مخالفًا للدليل، مع أن الإمام مالكًا ﵀ صح عنه القبض، فلا معنى للمعاندة والرفض. وقد رد على رسالة الشنقيطي هذه أحد الأساتذة في رسالة سماها: "المحيط في الرد على تخبيط حفيد الشناقيط". وكذا ألف محمد الخضر الشنقيطي رسالة في نصرة السدل سماها: "إبرام النقض =