للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلام في المياه]

* مسألة (٣٣):

عند مالك أن المياه كلها طاهرة مطهرة، قليلها وكثيرها، من ماء بحر أجاج أو عذب، لا يغيره عن طهارته وتطهيره شيء يخالطه من غير قراره، إلا ما غير طعمه، أو لونه، أو ريحه.

فإن خالطه شيء طاهر من غير قراره وغلب عليه فهو طاهر [غير مطهر، وإن خالطته نجاسة فغلبت عليه بطعم أو ريح أو لون فهو] (١) غير طاهر ولا مطهر، قليلا كان الماء أو كثيرا (٢).

وأجمع فقهاء الأمصار أن مياه البحر عذبها وأجاجها بمنزلة واحدة في الطهارة والتطهير، إلا ما حكي عن قوم (٣) أنهم لا يجيزون التوضأ بماء البحر (٤).


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوع.
(٢) انظر الإشراف (١/ ٩) بداية المجتهد (١/ ٤٤٤ - ٤٤٦) مناهج التحصيل (١/ ٩٨ - ١٠١).
(٣) منهم عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبو هريرة، كما سيذكره المصنف بعد قليل.
وقال ابن عبد البر بعد حكايته ذلك عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو: "ولم يتابعهما أحد من فقهاء الأمصار على ذلك، ولا عرج عليه ولا التفت إليه، لحديث هذا الباب عن النبي ، وهذا يدلك على اشتهار الحديث عندهم وعملهم به وقبولهم له، وهذا أولى عندهم من الإسناد الظاهر الصحة بمعنى ترده الأصول". التمهيد (٢/ ٤٨١).
(٤) الأوسط (١/ ٣٥٢ - ٣٥٦) المجموع (٢/ ١٧ - ١٩) شرح فتح القدير (١/ ٧٤ - ٧٩) المغني (١/ ١٢ - ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>