مع كل ما ذكرنا من محاسن الكتاب وقيمته العلمية فإنه لم يخل من بعض الأخطاء والملحوظات، والأوهام والمؤاخذات، والسقطات والهنات، شأنه في ذلك شأن كل عمل بشري، يعتريه النقص والخلل، والوهم والزلل، أبى الله أن يتم كتابًا إلا كتابه كما قال الشافعي، وقال بشار بن برد وغيره:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها … كفى المرء نبلًا أن تعد معايبه
مع العلم أن هذا لا ينقص من مقام المصنف، ولا أهمية الكتاب المصنَّف، وهل يضر القمر وجود الكدرة فيه، وطهارة البحر وقوع الجيفة فيه.
فالعبرة بما غلب على الكتاب من خير وعلم، ومن فائدة وفهم.
وقد وقعت للمصنف أخطاء، وأوهام متنوعة، أذكر لك بعضها، وستجد باقيها في مواضعها من الكتاب، فقد اعتنيت ببيانها وتقويم اعوجاجها، ممتثلًا في ذلك قول الحريري في ملحته:
وإن تجد عيبًا فسد الخللا … قد جل من لا عيب فيه وعلا
وقد تنوعت هذه الأخطاء والهفوات، وأنا ذاكر لها تباعا:
[١ - الأوهام]
وقع المصنف ﵀ في مجموعة من الأوهام، بعضها أوهام في عزو