للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأراد بلال أن يقيم، فقال : إن أخا صُداء أذن، ومن أذن فهو يقيم" (١).

وقيل: إن الحديث ضعيف، وقد تأولوه وأنه كان أول الفجر؛ لأنه قال: "أذن للصبح"، والنبي أخره حتى يسفر، قالوا: لأن الإسفار عندنا أفضل.

والمعول في المسألة على ما عليه أهل الحرمين. وبالله التوفيق (٢).

مَسْألة (٥):

قال مالك : ويزيد في نداء الصبح بعد "حي على الفلاح": "الصلاة خير من النوم" مرتين (٣).


(١) أخرجه أبو داود (٥١٤) والترمذي (١٩٩) وابن ماجه (٧١٧) وقال الترمذي: "إنما نعرفه من حديث الإفريقي وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، وقال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي". وضعف الحديث أيضًا البغوي والبيهقي والنووي. انظر المجموع (٤/ ١٦١).
(٢) قال الصنعاني: وهذا الأذان الذي قبل الفجر قد أخبر بوجه شرعيته بقوله: "ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم"، رواه الجماعة إلا الترمذي، والقائم هو الذي يصلي صلاة الليل، ورجوعه عوده إلى نومه، أو قعوده عن صلاته إذا سمع الأذان، فليس للإعلام بدخول وقت ولا لحضور الصلاة، إنما هو كالتسبيحة الأخيرة التي تفعل في هذه الأعصار، غايته أنه كان بألفاظ الأذان، وهو مثل النداء الذي أحدثه عثمان في يوم الجمعة لصلاتها، فإنه كان يأمر بالنداء لها في محل يقال له الزوراء ليجتمع الناس للصلاة، وكان ينادي لها بألفاظ الأذان المشروع، ثم جعله الناس من بعده تسبيحًا بالآية والصلاة على النبي ، فذكر الخلاف في المسألة والاستدلال للمانع والمجيز لا يَلتفت إليه من همه العمل بما ثبت. سبل السلام (١/ ١٩٢).
(٣) على المشهور من المذهب، ومقابله لابن وهب: يفردها مرة. التوضيح لخليل (١/ ٢٩٣) وانظر أيضًا المدونة (١/ ١٦٢) الذخيرة (٢/ ٤٦) ومواهب الجليل (١/ ٦٠٢ - ٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>