تخرج على يد ابن القصار تلاميذ نجباء، وطلبة أذكياء، وعلماء أجلاء، ذكرت التراجم خمسة منهم:
١ - عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك، أبو محمد الفقيه المالكي، كان فقيها متأدبا شاعرا، سكن بغداد، وفيها تفقه، ثم خرج منها إلى مصر بعد أن ضاقت عليه بغداد (١)، وأنشد في ذلك شعرا قال فيه:
سلام على بغداد في كل موطن … وحق لها مني سلام مضاعف
لعمرك ما فارقتها عن قلى لها … وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علي برحبها … ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخل كنت أهوى دنوه … وأخلاقه تنأى به تخالف
ويروى له أيضًا:
بغداد دار لأهل المال طيبة … وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها … كأنني مصحف في بيت زنديق
حدث عن أبي بكر الأبهري، وتفقه على ابن القصار، وأبي القاسم بن الجلاب، ودرس الفقه والأصول والكلام على القاضي أبي بكر الباقلاني،
(١) واختلف في سبب هذه الضائقة، فقيل: ضائقة مادية، وقيل: خوفا من أتباع الشافعي لكلام صدر منه فيه. انظر مقدمة الإشراف لمشهور حسن سلمان (١/ ١٤ - ١٧).