أما مذهبه الفقهي فلا خلاف أنه مالكي المذهب، تفقه على علمائه، وتشبع به، وعنه نافح ودافع، وكتابه الذي بين أيدينا هو في نصرة مذهب مالك كما سيأتي.
[وظائفه]
لا خلاف أيضًا بين المترجمين له أن الوظائف التي تقلدها ابن القصار واشتهر بها هي ولايته قضاء بغداد، وقد عبر عن ذلك القاضي عياض بقوله:"ولي قضاء بغداد"، وقال مخلوف:"قاضي بغداد"، والتعبير الثاني أدل على طول زمن ولايته لهذه المهمة، وسيأتي معك في أثناء الكتاب تكرار لفظة: قال القاضي أبو الحسن، أو قال القاضي، وهذا يدلك على شهرته بذلك حتى صار علما له.
[المبحث الثاني شيوخه]
لم تذكر التراجم إلا شيخين لابن القصار بأسمائهما، أحدهما أبو بكر الأبهري، والآخر علي بن المفضل السامري.
أما الأبهري فهو محمد بن عبد الله بن صالح، أبو بكر الأبهري، من كبار علماء المالكية وإمامهم في وقته، كان ثقة أمينا مشهورا، انتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك، وكان معظما عند علماء سائر وقته، لا يشهد محضرا إلا كان المقدم فيه، بقي في جامع المنصور ببغداد ستون سنة يدرس الناس