للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويفتيهم، ويعلمهم سنة النبي ، توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وقد ترجم له عياض في ترتيب المدارك (٣/ ٢١٨) بترجمة وافية، ويعد أحسن شيوخ ابن القصار وأجلهم، وكل من ترجم لابن القصار يذكر الأبهري في شيوخه، بل بعضهم اكتفى به فقط كما فعل عياض، ولعل طول المدة التي بقي فيها مدرسا بجامع المنصور أحد الأسباب المهمة التي جعلت ابن القصار يلازمه، هذا مع علو كعبه في العلم، وخضوع أهل زمانه له، واعترافهم بفضله وعلو قدره.

وأما السامَري فهو أبو الحسن علي بن المفضل السامَري (١)، ويقال أيضًا: السُّتُوري (٢)، ونقل الخطيب عن العتيقي قوله فيه: ثقة، ما سمعت شيوخنا يذكرونه إلا بجميل، وتوفي سنة ٣٤٣ هـ (٣).

وقد روى عنه ابن القصار حديث: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك" (٤)، وسمعه من ابن القصار الخطيبُ كما ذكر ذلك في تاريخه (٥)، وسمع منه أحاديث أخر، ذكر ابن الغريق في مشيخته أربعة منها وأثرا عن الأعمش، ساقها الشيخ مصطفى مخدوم في تحقيقه


(١) والسامري -بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضًا-: هي نسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا، يقال لها، سُرَّ من رأى، فخففها الناس وقالوا: سامرة، وقيل غير ذلك. انظر الأنساب (٣/ ٢٠٢).
(٢) بضم السين المهملة، والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الستر، وجمعه الستور، وهذه النسبة إما إلى حفظ الستور والبوابية على ما جرت به عادة الملوك، أو حمل أستار الكعبة. الأنساب (٣/ ٢٢١).
(٣) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (١٢/ ٤٧) وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٤٧).
(٤) أخرجه الترمذي (٣٥٥٠) وقال: حسن غريب.
(٥) (١٢/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>