للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يذكر له تسبيحًا ولا توجيهًا (١).

وقد قال: "خطابي للواحد خطابي للجماعة" (٢).

وهو من أوضح دلالة على صحة قولنا. وبالله التوفيق.

مَسْألة (٣) (٢٧):

قال مالك : ولا يجهر "ببسم الله الرحمن الرحيم"، ولا يسر بها في


(١) لكن قد قال المصنف نفسه في موطن آخر بأنه علمه الفرائض فقط، ودعاء الاستفتاح ليس من الفرائض، فبطل ما ذكر، على أني قدمت لك في بداية استدلاله رواية في أبي داود لحديث المسيء صلاته فيها الأمر بالحمد والثناء قبل القراءة.
(٢) تقدم تخريجه في المقدمة.
(٣) قال النووي: "اعلم أن مسألة البسملة عظيمة مهمة، ينبني عليها صحة الصلاة التي هي أعظم الأركان بعد التوحيد، ولهذا المحل الأعلى الذي ذكرته من وصفها؛ اعتنى العلماء من المتقدمين والمتأخرين بشأنها، وأكثروا التصانيف فيها مفردة، وقد جمع الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي ذلك في كتابه المشهور، وحوى فيه معظم المصنفات في ذلك مجلدًا كبيرًا". المجموع (٤/ ٤٠٧).
قلت: وألف فيها ابن عبد البر مؤلفًا خاصًّا أيضًا سماه: "الإنصاف فيما بين علماء المسلمين في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب من الاختلاف"، وقد طبع بتحقيق الأستاذ عبد اللطيف الجيلاني، ولشيخ الإسلام ابن تيمية بحث واف في هذه المسألة في أكثر من ثلاثين صفحة في مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤١٠ - ٤٤٣) وقال : "وصُنفت من الطرفين مصنفات يظهر في بعض كلامها نوع جهل وظلم، مع أن الخطب فيها يسير، وأما التعصب لهذه المسائل ونحوها؛ فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذي نهينا عنها؛ إذا الداعي لذلك هو ترجيح الشعائر المفترقة بين الأمة، وإلا فهذه المسائل من أخف مسائل الخلاف جدًّا، لولا ما يدعو إليه الشيطان من إظهار شعار الفرقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>