للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* مسألة (٣٢):

اختلف الناس في الإمام والمأموم، فقال مالك : يقول الإمام: "سمع الله لمن حمده"، ويقول المأموم: "ربنا ولك الحمد"، لا يجمعهما واحد منهما (١).

وقال أبو حنيفة والشافعي: يقول الإمام: "سمع الله لمن حمده"، "ربنا لك الحمد" يجمعهما جميعا (٢).

وقال أبو حنيفة: المأموم يقول: "ربنا لك الحمد" حسب (٣).

وقال الشافعي: يجمعهما كما يجمعهما الإمام.

هذا قول محمد وأبي يوسف في الإمام أنه يجمعهما، وهي رواية الحسن


(١) انظر المدونة (١/ ١٩٤) الإشراف (١/ ٢٧١ - ٢٧٢) حاشية الخرشي (١/ ٥٢٨).
(٢) الأم (١/ ٢٥٧) الأوسط (٣/ ٣٢٠ - ٣٢٢) المجموع (٤/ ٥٤٤ - ٥٤٦) التجريد ٢/ ٥٢٨) -٥٣٠) شرح فتح القدير (١/ ٣٠٤) ورجحه ابن رشد من المالكية فقال: "والحق في ذلك أن حديث أنس - وهو الذي سيذكره المصنف أولا - يقتضي بدليل الخطاب أن الإمام لا يقول: "ربنا ولك الحمد"، وأن المأموم لا يقول: "سمع الله لمن حمده". وحديث ابن عمر -الذي فيه الجمع بينهما للإمام- يقتضي نصا أن الإمام يقول: "ربنا ولك الحمد"، فلا يجب أن يترك النص بدليل الخطاب؛ فإن النص أقوى من دليل الخطاب، وحديث أنس يقتضي بعمومه أن المأموم يقول: "سمع الله لمن حمده" بعموم قوله: "إنما جعل الإمام ليؤتم به"، وبدليل خطابه بأن لا يقولها، فوجب أن يرجح بين العموم ودليل الخطاب، ولا خلاف أن العموم أقوى من دليل الخطاب، لكن العموم يختلف أيضا في القوة والضعف، ولذلك ليس يبعد أن يكون بعض أدلة الخطاب أقوى من بعض أدلة العموم، فالمسألة لعمري اجتهادية، أعني: في المأموم. بداية المجتهد (٢/ ٣٠٨).
(٣) ومال إليه ابن المنذر من الشافعية كما في الأوسط له (٣/ ٣٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>