كتاب عيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار - ط أسفار

كتاب الطهارة - ومن كتاب الحيض - ج: 3 - ص: 489

ومن كتاب الحيض (١)

مَسْألة (٧٧):

أقل الحيض عند مالك ﵀ فيما تُترك له الصلاة والصيام (٢) هو أقل

---

(١) قال أهل اللغة: يقال: حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا ومحاضا فهي حائض بحذف الهاء، لأنه صفة للمؤنث خاصة، فلا يحتاج إلى علامة تأنيث، بخلاف قائم وقائمة ومسلمة، هذه اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى الجوهري عن الفراء: أنه يقال أيضا: حائضة، وأنشد:
كحائضة يزني بها غير طاهر
قال الهروي: يقال حاضت وتحيضت ودرست - بفتح الدال والراء والسين المهملة -، وعرِكت - بفتح العين وكسر الراء -، وطمِثت بفتح الطاء وكسر الميم، وزاد غيره: ونفست وأعصرت، وأكبرت، وضحكت، كله بمعنى حاضت. انظر اللسان (حيض) الحاوي الكبير (١/ ١٣٧٨ - ٣٧٩) المجموع (٣/ ٣٦٥ - ٣٦٦) وأحكام القرآن لابن العربي (١/ ٢٢١ - ٢٢٢).
وقال النووي: "اعلم أن باب الحيض من عويص الأبواب، ومما غلط فيه كثيرون من الكبار، لدقة مسائله، واعتنى به المحققون، وأفردوه بالتصنيف في كتب مستقلة، وأفرد أبو الفرج الدارمي من أئمة العراقيين مسألة المتحيرة في مجلد ضخم ليس فيه إلا مسألة المتحيرة وما يتعلق بها، وأتى فيه بنفائس لم يسبق إليها، وحقق أشياء مهمة من أحكامها، وقد اختصرت أنا مقاصده في كراريس .. وجمع إمام الحرمين في النهاية في باب الحيض نحو نصف مجلد .. وقد رأيت ما لا يحصى من المرات من يسأل من الرجال والنساء عن مسائل دقيقة وقعت فيه، لا يهتدي إلى الجواب فيها إلا أفراد من الحذاق المعتنين بباب الحيض، ومعلوم أن الحيض من الأمور العامة المتكررة، ويتكرر عليه ما لا يحصى من الأحكام كالطهارة، والصلاة، والقراءة، والصوم، والاعتكاف، والحج، والبلوغ، والوطء، والطلاق، والخلع، والإيلاء، وكفارة القتل، وغيرها، والعدة، والاستبراء، وغير ذلك من الأحكام، فيجب الاعتناء بما هذه حاله". المجموع (٣/ ٣٦٨).
(٢) ولا تعتد به في العدة.