للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي الترجمة الأولى نسبه إلى جده، وفي الثانية إلى أبيه، ففرق بينهما والمترجَم واحد كما علمت.

تنبيه ثان: قدمت أن الموطن الأصلي لابن القصار هو بغداد، إلا أن هذا قد يعكر عليه ما ذكره مخلوف في شجرة النور بقوله: "الأبهري الشيرازي"، فالأبهري -بفتح الألف وسكون الباء منقوطة بواحدة وفتح الهاء، وفي آخرها الراء المهملة-: هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما: إلى أبهر، وهي بلدة بالقرب من زنجان، خرج منها جماعة كثيرة من الفقهاء المالكية والمحدثين والصوفية والأدباء، وفيهم كثرة.

والثاني: منسوب إلى قرية من قرى أصبهان، اسمها أبهر (١).

وإذا علمت أن شيخه أبا بكر الأبهري من الأولى فالظاهر أن المصنف كذلك والله أعلم.

وأما الشيرازي - بكسر الشين المعجمة، الياء الساكنة آخر الحروف، والراء المفتوحة بعدها الألف، وفي آخرها الزاي - فنسبة إلى شيراز، وهي قصبة فارس ودار الملك فيها (٢).

فإن صح ما ذكره مخلوف فيكون موطن ولادته بلاد فارس، ثم هاجر إلى بغداد فيما بعد مع أفراد أسرته، وإن كان هذا لم أجده إلا عند مخلوف، وهو متأخر جدا عن عصر المصنف، فلا أظنه يصح مع أن معاصريه أو من بعدهم بقليل لم يشيروا إلى شيء من هذا كالخطيب البغدادي مثلا.


(١) انظر الأنساب للسمعاني (١/ ٧٧ - ٧٩).
(٢) المصدر السابق (٣/ ٤٩١)

<<  <  ج: ص:  >  >>