وأما عن رحلاته العلمية فلم تذكر التراجم شيئًا عن ذلك، مع أن عادة العلماء كانت جارية بالرحلة في طلب العلم، والاستفادة من علماء الأمصار، والتنويع في الأخذ، وقد ذكر المصنف أنه التقى بأبي حامد الإسفراييني بالبصرة، وهذا يدل على أنه رحل إلى البصرة، وأخذ عن علمائها، ولم أجد شيئًا في هذا الباب غير هذا.
وهذا كله إنما هو محاولة للتنقيب عن الأسباب التي جعلت مصادر الترجمة تضن بأخبار هذا الإمام، مع سعة علمه، ورسوخ قدمه، وذيع صيته، وما ذكرته من الأسباب لا يشفي العليل، ولا يروي الغليل، وعليه فيبقى السؤال، ولا يزول الإشكال، والله أعلم بحقيقة الحال.
تنبيه: جل من ترجم لابن القصار يذكر اسم أبيه واسم جده، فهو علي بن عمر بن أحمد، وقد يكتفي البعض بذكر اسمه واسم جده فقط، فيقول: علي بن أحمد، كما فعل مخلوف والحجوي وغيرهما.
وإنما نبهت على هذا حتى لا يظن أنهما رجلان، وقد وقع هذا الخطأ لصاحب كتاب معجم المؤلفين، حيث ترجم للمصنف (٢/ ٣٩١) بقوله: علي بن أحمد البغدادي المعروف بابن القصار، أبو الحسن فقيه أصولي، ولي قضاء بغداد، من آثاره: عيون الأدلة وإيضاح الملة في الخلافيات، وأرخ وفاته سنة ٣٩٨ هـ، وترجم له في (٢/ ٤٨٠) بقوله: علي بن عمر بن أحمد البغدادي المالكي المعروف بابن القصار، أبو الحسن فقيه من القضاة، تفقه بأبي بكر الأبهري، وتوفي في ثامن ذي القعدة، من آثاره: عيون الأدلة وإيضاح الملة في مسائل الخلاف، وأرخ وفاته سنة (٣٩٧ هـ).