للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصحبه، وألف في المذهب والخلاف والأصول تواليف بديعة مفيدة، ذكر القاضي عياض عدة منها.

وقد تأثر القاضي أبو محمد بشيخه ابن القصار في الفقه، ونقل عنه اختيارات له في كتابه الإشراف، وقام باختصار كتابه عيون الأدلة، في كتاب سماه: عيون المجالس، سيأتي الحديث عنه، والظاهر أيضًا أن تأثره بابن القصار أكثر من تأثره بابن الجلاب، ويدلك على ذلك ما نقله الأبي في إكمال الإكمال أن ابن الجلاب رأى أن الإقبال والإدبار في مسح الرأس تكرير، والتكرير مكروه، فاختار صفة معينة في المسح، فقال القاضي عبد الوهاب: لقيته ببعض أزقة بغداد، فسألته: لم تختار هذه الصفة؟ فقال: إنما اخترتها لئلا يتكرر المسح، فأخبرت بذلك شيخنا أبا الحسن بن القصار فقال: إنما التكرار المكروه ما كان بماء جديد، فابن القصار قد سلم أنه تكرار (١).

وفي هذا الخبر تتجلى عدة أمور:

١ - حرص القاضي عبد الوهاب على التفقه، ومعرفة مدارك الأحكام، بحيث يدفعه ذلك الحرص إلى سؤال ابن الجلاب عن هذه المسألة أثناء لقاء عارض في بعض أزقة بغداد.

٢ - ثقته بفقه ابن القصار وعلمه، بحيث يراجعه في اختيار ابن الجلاب، ويعرض عليه ذلك القول مسترشدا.

٣ - اعتزازه بتتلمذه لابن القصار بحيث يكنيه ويصفه بقوله: شيخنا أبا الحسن بن القصار.


(١) إكمال الإكمال (٢/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>