يبق له أمر ولا نهي ولا وزير أيضًا، وإنما يكون له كاتب على أقطاعه، وإنما الدولة ومورد المملكة ومصدرها راجع إلى بني بويه.
وبنو بويه من الديلم، كان فيهم تعسف شديد، وكانوا يرون أن بني العباس قد غصبوا الأمر من العلويين، حتى عزم معز الدولة على تحويل الخلافة إلى العلويين، وقام باعتقال الخليفة، وأدخله السجن حتى مات فيه سنة (٣٣٨ هـ)، واستقرت له الأمور مدة من الزمن بعد أن مكر بناصر الدولة بن حمدان الذي قصد بغداد من الموصل، وهزمه، ونهب بغداد وما قدر عليه من أموال التجار وغيرهم، ثم وقع الصلح بين ناصر الدولة ومعز الدولة، ورجع ابن حمدان إلى بلده الموصل، واستقر أمر معز الدولة ببغداد، واتسعت مملكة بني بويه جدا، فإنه صار في أيديهم أعمال الري والجبل وأصبهان، وفارس، والأهواز، والعراق، ويحمل إليهم ضمان الموصل وديار ربيعة من الجزيرة وغيرها.
وفي الوقت نفسه صار الفاطميون يحكمون مصر والحجاز والشام والمغرب واليمن وغيرها، وبدأ الأمويون بإقامة دولتهم بالأندلس، فصارت الدولة الإسلامية يتنازعها دويلات مستقلة بعدما كانت في يد خليفة واحد، وقامت حروب بسبب ذلك بين هذه الدويلات، والله المستعان.
وقد جلس على كرسي الخلافة في هذا القرن ثمانية من الخلفاء العباسيين، وهم: