وفي رأيي يرجع سبب هذه الأخطاء أن الشيخ ﵀ وافته المنية قبل أن يقوم بطبع الكتاب، والذي قام بطبع الكتاب هو الجامعة المذكورة، ولم تكن العناية بالكتاب على الوجه الذي ينبغي، والظن أن الشيخ لو كان هو الذي تولى طباعة كتابه والعناية به لجاء بوجه أحسن، ولتفادى كل هذه الأخطاء أو أغلبها.
وأما عن منهجه في التحقيق فقد اعتنى بتخريج الأحاديث والآثار، وذكر أقوال أئمة الشأن فيها، إلا أنه اتسم بالطول في كثير من الأحيان، ووقعت له بعض الأوهام نبهت عليها في محالها.
إضافة إلى أنه اعتنى بذكر تراجم الرواة بأجمعهم إلا من تعذر عليه معرفته، وهذا عندي أمر ليس فيه كبير فائدة؛ لأن الكتاب كتاب فقهي، وإثقال كاهله بوابل من التراجم تصل إلى ثمانية أسطر في بعضها اجتهاد في غير محله، ووضع للأمور في غير نصابها، وهذا ما جعل كتابه يطول، فبلغ إلى ثلاث مجلدات، ولو أنه ألغى هذه التراجم، واكتفى بما له صلة وطيدة بتصحيح الحديث أو تضعيفه لكان أحسن وأولى، أو على الأقل كان ينبغي له أن يكتفي بالعزو لمصادر ترجمة كل راو من غير حاجة إلى ذكر تلك الترجمة، ولربما نقص عليه ذلك ما يقرب من مجلد.
على أنه وقع له أوهام أيضًا في بعض الرواة، وأخطاء في عزو بعض المذاهب، ذكرت ذلك في مكانه.
وقد فاته تخريج عدد من الأحاديث والآثار يسر الله لي الوقوف عليها.