للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدليل على وجوبه أنه إذا ثبت أن] (١) في الدلائل [جليًّا وخفيًّا] (٢) فلا بد من النظر؛ لأن في تركه امتناع (٣) الوصول إلى معرفة الخفي [منها، وذلك غير جائز، فدل على وجوبه.

وقد دل الله تعالى على وجوب النظر والاستدلال والتفكر والاعتبار في آيات كثيرة من كتابه] (٤) فقال الله تعالى (٥) ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ (٦).

وقال (٧): ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ (٨).

وقال (٩): ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ (١٠).


= درجة الاجتهاد ولا قاربوها الإيمان الجملي، ولم يكلفهم رسول الله وهو بين أظهرهم بمعرفة ذلك، ولا أخرجهم بتقصيرهم عن البلوغ إلى العلم بذلك بأدلته". انتهى من إرشاد الفحول (٢/ ٧٥٨).
قلت: وقد اعترف الرازي بذلك فقال: "الصحيح عندنا أن المقلد من أهل النجاة، وإلا يلزمنا تكفير أكثر الصحابة والتابعين، إذ نعلم بالضرورة أن أكثرهم لم يكن عالمًا بهذه الأدلة" شرح السنوسية الكبرى ص (٤٧).
وأما التقليد في الفروع العملية فسيأتي الكلام عنه تباعًا في المسائل الآتية.
(١) ساقط من (ص).
(٢) في (ص): خفيًّا وجليًّا.
(٣) في (خ): امتناعًا من.
(٤) زيادة من (خ) و (ص).
(٥) في (ص) و (خ): فقال ﷿.
(٦) سورة الغاشية، الآية (١٧).
(٧) في (ص) و (خ): وقال ﷿.
(٨) سورة الأنبياء، الآية (٤٤).
(٩) في (ص) و (خ): .
(١٠) سورة غافر، الآية (٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>