للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدليل لقولنا أن الصلاة عليه بيقين [طهارة] (١)، وهذا شاك فيها؛ لأنَّه إذا طال نومه لم يتيقن كونه على طهارة.

وأيضا ما روته عائشة أن النبي قال: "من استجمع نوما فعليه الوضوء" (٢).

ولفظ: "عليه" للوجوب، واستجماع الإنسان نوما هو أن يخترقه النوم حتى يزول عن أحكام المستيقظ، وإذا طال نومه لم يعقل ما يخرج منه، فهو كالمضطجع، وليس كذلك إذا لم يطل نومه؛ لأنَّه بتحركه وخفق رأسه يحس ما يخرج منه، وإذا كان النوم سببا للحدث وجب أن يراعى الغالب منه، كما يراعى في مس الذكر إذا كان بباطن اليد، فهو أقوى منه بظاهرها.

فإن قيل: فإن أصحاب رسول الله كانوا ينامون حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون (٣).

قيل: نحن نقول بموجب ذلك؛ لأن من يخفق رأسه ويتمايل لم يغرق في نومه حتى يطول؛ لأنَّه قريب من الحس بما يخرج منه، وليس كذلك إذا اغترقه النوم وطال به حتى يرى المنامات؛ لأن النوم تختلف حالاته في قلته وكثرته.

فإن قيل: فقد قال لحذيفة لما قال (١٠٧) له ذلك: أمن هذا وضوء يا رسول الله؟ قال: "لا إلا أن تضع جنبك على الأرض" (٤).


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوع.
(٢) تقدم تخريجه (٢/ ٤٠٨).
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ٤٣٦).
(٤) تقدم تخريجه (٢/ ٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>