للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صديق المرء كالدينار طبعا ... وكيف يفارق المرء الطباعا!

تراه إذا أقام يقيم جاها ... وإن فارقته أجدى انتفاعا

أخذه من قول كشاجم: [الرمل]

ومريد من أباه ... ومهين من أجلّه (١)

فهو كالدّينار لا يك ... رم إلا من أذلّه

وقال آخر: [البسيط]

النار آخر دينار نطقت به ... والهمّ آخر هذا الدّرهم الجاري

والمرء ما لم يفد من غيره ورعا ... مقسّم القلب بين الهمّ والنّار

قوله: «مرتجلا»، أي من غير تفكّر. شدا: ابتدأ الغناء وطرّب بنشيده [الرجز]

***

تبّا له من خادع مماذق ... أصفر ذي وجهين كالمنافق

يبدو بوصفين لعين الرّامق ... زينة معشوق ولون عاشق

وحبّه عند ذوي الحقائق ... يدعو إلى ارتكاب سخط الخالق

لولاه لم تقطع يمين سارق ... ولا بدت مظلمة من فاسق

ولا اشمأزّ باخل من طارق ... ولا شكا الممطول مطل العائق

ولا استعيذ من حسود راشق ... وشرّ ما فيه من الخلائق

أن ليس يغني عنك في المضايق ... إلّا إذا فرّ فرار الآبق

واها لمن يقذفه من حالق ... ومن إذا ناجاه نجوى الوامق

قال له قول المحقّ الصّادق: ... لا رأى في وصلك لي ففارق

***

تبا: أي خسرا. مماذق: لا يصفو ودّه لصاحبه، وقد مذق ودّه، إذا لم يخلصه، ومذق اللبن: خلطه بالماء، والمذيق: المخلوط. أصفر ذي وجهين، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شرّ النّاس ذو الوجهين، يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه» (٢).


(١) البيتان في ديوان كشاجم ص ١٥٣.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب باب ١، والأدب باب ٥٢، والأحكام باب ٢٧، ومسلم في البر حديث ٩٨، ٩٩، وأبو داود في الأدب باب ٣٤، والترمذي في البر باب ٧٨، ومالك في الموطأ كتاب الكلام، حديث ٢١، وأحمد في المسند ٢/ ٢٤٥، ٣٠٧، ٣٣٦، ٤٥٥، ٤٦٥، ٤٩٥، ٥١٧، ٥٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>