للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علاني الوسخ، وصحبني النسيان. والفتح: الكثير الفتح الواسع الذي لا يغلق في وجه قاصده. السّرح. الكثير الذي يسرح صاحبه في أنواع الجود، والسرح: السهل السريع، وناقة سروح: مسرعة في سيرها يتبرع: يتفضّل بجوده متطوعا، وتبرّع: تطوّع. اللها:

العطايا. ها معناها: خذ وتناول. وذكر أبو محمد هذه اللفظة في الدّرة فقال: ويقولون لمن يناول شيئا ها، بقصر الألف، فيلحنون فيها، لأن الألف ممدودة كما جاء في الحديث: «الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء» (١). ويجوز فيه فتح الهمزة وكسرها مع المدّ ولا تقصر إلا إذا اتصلت بها كاف الخطاب، فيقال: هاك؛ كما يروى أن عليا رضي الله عنه آب إلى فاطمة رضي الله عنها من بعض مواطن الحرب، وسيفه يقطر دما، فقال:

[الطويل]

* أفاطم هاك السيف غير مذمّم (٢) *

وعند النحويين أنّ المد فيها بدل من كاف الخطاب، لأنّ أصل وضعها أن تقترن كاف الخطاب بها. فساقها أبو محمد هنا مقصورة بغير كاف، ووقع فيما زعم أنه لحن.

فإن قيل: لعلّها لما وقعت في فقرة موقوف عليها، يحتمل فيها ذلك، فنقول: إنه قد أردفها على فقرة قبلها مقصورة بإجماع، وهي اللها فسوّاها معها؛ على أن أهل اللغة حكوا في اللفظة أربع لغات: ها مقصورة كما في المقامة، وهاء بالمدّ مع فتح الهمزة وكسرها. وسمع رجل أبا العتاهية ينشد: [مجزوء الكامل]

فانظر بطرفك حيث شئ ... ت فلن ترى إلا بخيلا

فقال: قد بخّلت الناس كلّهم، فقال: كذّبني أنت بواحد منهم سخيّ.

قوله: مه: اكفف. الخواطئ: السهام تخطئ الغرض، وهذا مثل يضرب لمن يكثر الخطأ ويأتي أحيانا بالصواب. خالب: خادع شمت البرق: نظرت سحابه أين يمطر.

أعظم: جعله عظيما.

***

فلمّا تبيّن للشّيخ أن القاضي قد غضب للكرام، وأعظم تبخيل جميع الأنام؛ علم أنه سينصر كلمته، ويظهر أكرومته، فما كذّب أن نصب شبكته، وشوى في الحريق سمكته، وأنشأ يقول: [السريع]


(١) أخرجه البخاري في البيوع باب ٥٤، ٧٦، وابن ماجة في التجارات باب ٤٨.
(٢) يروى البيت:
أفاطم هاء السيف غير مذمّم ... فلست برعديد ولا بلئيم
وهو لعلي بن أبي طالب في ديوانه ص ١٧٤، وجمهرة اللغة ص ٢٥١، وشرح المفصل ٤/ ٤٤، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ١/ ٣١٩، والمحتسب ١/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>