للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونذكر من الأحاديث ما يوافق هذا الفصل الذي قدّمنا تفسيره.

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم «من عظمت نعمة الله عليه عظمت مئونة الناس إليه، فإن لم يقم بتلك المئونة عرّض النّعمة للزوال:

عمرو بن العاص: والله لرجل ذكّرني، ينام على شقّة مرّة، وعلى الأخرى أخرى، يراني موضعا لحاجته لهو أوجب عليّ حقا؛ إذا سألها مني أن أقضيها له.

وقف العتّابي بباب المأمون، فجاء يحيى بن أكثم، فقال له: إن رأيت أن تعلم أمير المؤمنين بموضعي! قال: لست بحاجب قال: لقد علمت ولكنك ذو فضل وذو الفضل معوان، قال: سلكت بي غير طريقي، قال: إنّ الله تعالى ألحقك بجاه ونعمة فهما مقيمان عليك بالزيادة إن شكرت، وبالتغيّر إن كفرت، وأنا اليوم لك خير منك لنفسك، أدعوك إلى ما فيه زيادة نعمتك، وأنت تأبى ذلك، ولكل شيء زكاة، وزكاة الجاه بذله للمستعين.

وأما قوله: تزجى الركائب إلى حرمك، فهو كثير في الشعر، ونذكر منه شيئا يبين حالة القصد لهذا الاسم، وقال الحسن يمدح الأمين: [البسيط]

أقول والعيس تعروري الفلاة بنا ... صعر الأزمّة من مثنى ووحدان (١)

يا ناق لا تسأمي أو تبلغي ملكا ... تقبيل راحته والركن سيّان

محمد خير من يمشي على قدم ... ممّن برا الله من إنس ومن جان

محمد بين أملاك تفضّله ... ولادتان من المنصور ثنتان

تنازع الأحمدان الشّبه فاشتبها ... خلقا وخلقا كما قد الشّراكان

سيّان لا فرق في المعقول بينهما ... معناهما واحد والعدّة اثنان

وقال حبيب: [الطويل]

إلى أحمد الممدوح أمّت بنا السّرى ... نواعب في عرض الفلا ورواسم (٢)

إلى سالم الأخلاق من كلّ عائب ... وليس له مال من الجود سالم

جدير بألّا يصبح المال عنده ... جديرا بأن يبقى وفي الأرض غارم

وقال آخر: [الطويل]

سأجهد عزمي والمطايا فإنّني ... أرى العفو لا يمتاح إلا من الجهد (٣)

سرين بنا رهوا ووخدا وإنما ... يظلّ ويمسى النّجح في كنف الوخد


(١) الأبيات في ديوان أبي نواس (الحسن بن هانئ) ص ٦٥.
(٢) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٢٨٦.
(٣) الأبيات لأبي تمام في ديوانه ص ١٢٨، ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>