للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قواصد بالسير الحثيث إلى أبي الم ... غيث فما تنفك ترقل أو تخدي

إلى مشرق الأخلاق للجود ما حوى ... ويحوي وما يخفى من الأمر أو يبدي

فتى لم يزل تقضى به طاعة الندى ... إلى العيشة الغراء والسّؤدد الرغد

وقال فيها معتذرا: [الطويل]

أتاني مع الركبان ظنّ طننته ... لففت له رأسي حياء من المجد

ومن زمن ألبستنيه كأنّه ... إذا ذكرت أيامه زمن الورد

أسربل هجر القول من لو هجرته ... إذا لهجاني عنه معروفة عندي

كريم متى أمدحه أمدحه والورى ... معي ومتى ما لمته لمته وحدي

وقال أبو الطيب: [الوافر]

فلم تلق ابن إبراهيم عنسي ... وفيها قوت يوم للقراد (١)

فلمّا جئته أعلى محلّى ... وأجلسني على السّبع الشداد

تهلل قبل تسليمي عليه ... وألقى ماله قبل الوساد

كأنّ الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد

وقد صغت الأسنّة من هموم ... فما يخطرن إلا في فؤادي

وقال أبو الهنديّ: [الوافر]

سألناه الجزيل فما تأنّى ... وأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارا ما قصدت إليه إلّا ... تبسّم ضاحكا وثنى الوسادا

وقال أبو الطيب: [الوافر]

ولمّا قلّت الإبل امتطينا ... إلى ابن أبي سليمان الخطوبا (٢)

مطايا لا تذلّ لمن عليها ... ولا يبغي لها أحد ركوبا

وترتع دون نبت الأرض فينا ... فما فارقتها إلا جديبا

إذا نكبت كنانته استبنّا ... بأنصلها لأنصلها ندوبا

يصيب ببعضها أفواق بعض ... فلولا الكسر لاتّصلت قضيبا

ألست ابن الأولى سعدوا وسادوا ... ولم يلدوا امر إلّا نجيبا

ونالوا ما اشتهوا بالحزم هونا ... وصاد الوحش نملهم دبيبا


(١) الأبيات في ديوان المتنبي ١/ ٣٥٧.
(٢) الأبيات في ديوان المتنبي ١/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>