للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تك مرّة أودت به ... فقد كان يكثر تقتالها

فخرّ الشوامخ من فقده ... وزلزلت الأرض زلزالها

ومنه أيضا: [المتقارب]

أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النّدى (١)

ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيّدا

طويل النجاد رفيع العما ... د ساد عشيرته امردا

ومنه أيضا: [المتقارب]

تعرّفني الدهر نهشا وحزا ... وأوجعني الدّهر قرعا وغمزا (٢)

وأفنى رجالي فبادوا معا ... فأصبحت من بينهم مستفزّا

كأن لم يكونوا حمى يتّقى ... إذ الناس إذ ذاك من عزّبزا

وكانوا سراة بني مالك ... وفخر العشيرة مجدا وعزّا

جززنا نواصي فرسانها ... وكانوا يظنّون ألّا تجزّا

ومن ظنّ ممّن يلاقي الحرو ... ب ألّا يصاب فقد ظنّ عجزا

ومنه أيضا: [البسيط]

يا صخر ورّاد ماء قد تبادره ... أهل الموارد وما في ورده عار (٣)

مشى السّبنتي إلى هوجاء معضلة ... له سلاحان أنياب وأظفار

وما عجول على بو تحنّ له ... لها حنينان إعلان وإسرار

ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار

يوما بأوجع مني حين فارقني ... صخر فللدهر إحلاء وإمرار

وإنّ صخرا لوالينا وسيّدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار

وإن صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

وحدث المفضل قال: كنت جالسا يوما على باب منزلي، أحتاج إلى درهم واحد، وعليّ دين عشرة آلاف درهم، إذا جاءني رسول المهديّ، فقال: أجب أمير المؤمنين، فقلت في نفسي: وما بعثه إلي! لعلّ ساعيا سعى بي عنده، ثم دخلت منزلي، ولبست ثيابي، وسرت إليه فلما مثلت بين يديه أومأ إليّ بالجلوس، فلما سكن جأشي، قال لي:

يا مفضّل، ما أفخر بيت قالته العرب؟ فأرتج عليّ ساعة، ثم قلت: يا أمير المؤمنين قول الخنساء، فاستوى جالسا وكان متكئا، فقال: أيّ، [بيت هو؟ ] فقلت قولها: [البسيط]


(١) ديوان الخنساء ص ٤١.
(٢) ديوان الخنساء ص ١٤٣.
(٣) ديوان الخنساء ص ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>