للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهمني، بفتح الياء وكسر الهاء، أي لا يذيبني، ومن قال بضمّ الياء فمعناه لا يقلقني.

هدم: ثوب خلق كأنّه هدمه البلى. ملق: متلطّف في كلامه. ذلق: حديد. النّوافل:

العطايا. بيّن الصبح لذي عينين، مثل، ويريد أنّ الليل يتساوى في ظلمته الأعمى والصحيح، فإذا ظهر ضوء الصبح أبصر الأشياء من له بصر، وقيل معنى بيّن الصبح، أي تبيّن، والعيان: المشاهدة، وعاينته: شاهدته، أي أنتم ممّن لا يخفى عليكم حالي، يريد أنّ المعاينة تغني عن الشهود العدول. فماذا ترون: فما رأيكم؟ وهي من رؤية القلب.

فيما ترون، أي فيما تنظرون وتبصرون، وهو من رؤية البصر. وقال الفنجديهي في شرحه: فما ترون؟ أي فما تظنّون فيما ترون؟ أي فيما تبصرون. تنأون: تبعدون. غظت، من الغيظ، أي لقد حرّكت غيظا. رمت أن تنبط أردت أن تخرج ماء. غضت. غيّبته وجففته، والغيض نقيض الفيض، وغاض الماء: ذهب في الأرض.

***

فناشدهم الله عمّا ذا صدّهم؛ حتّى استوجب ردّهم؛ فقالوا: كنّا نتناضل بالألغاز؛ كما يتناضل يوم البراز؛ فما تمالك أن شعّث من المنضول، وألحق هذا الفضل بنمط الفضول.

فلسنته لسن القوم، ووخزوه بأسنّة اللوم، وأخذ هو يتنصّل من هفوته، ويتندّم على فوهته، وهم مضبّون على مؤاخذته؛ وملبّون داعي منابذته، إلى أن قال لهم:

يا قوم؛ إن الاحتمال من كرم الطّبع، فعدّوا عن اللذع والقذع، ثم هلمّ إلى أن نلغز، ونحكّم المبرّز.

***

ناشدهم: حلّفهم. صدّهم: صرفهم وأزالهم. نتناضل: نترامى. البراز: القتال والألغاز: جمع لغز، وهو الكلام المعمّى، وألغز، إذا عمّى كلامه فلم يفهم ما يقصده، وأصله من اللّغز وهو الحجر الملويّ. ما تمالك: ما أبطأ ولا ملك نفسه.

شعّث: غبّر، ويروى «شعّب». من المنضول أي نقصه وفرقه، والمنضول:

المرميّ، أي قبّح فعلهم ومراماتهم. الفنجديهيّ: شعّث الدهر ماله، أي أخذه، والمنضول: المغلوب في النّضال، والمعنى فما صبر عن تشعيث همّ المغلوب ونصره وتخليصه عمّا أرتج عليه من اللّغز، ويقال: شعّث منه، أي عابه وتنقّصه، وكأنه عاب المنضول كيف أرتج عليه شيء سهل! وهذا تفسير حسن، إلّا أنّ مساق كلام الحريري أدلّ على التفسير الأوّل.

نمط: نوع. لسنه: أخذه بلسانه. لسن القوم: فصحاؤهم. وخزوه: طعنوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>