للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومبثوثة في كلّ غرب ومشرق ... لها أمّهات بالعراق بواطن

يحرّك أنفاس الرّياح حراكها ... كأنّ نسيم الروض فيهنّ كامن

وله أيضا: [الطويل]

وخيش كما انجرّت ذيول غلائل ... مصندلة يختال فيها الكواعب

وقد أطلعت فيها الشمال وانثنت ... مقيّدة عن جانبيها الجوانب

وممّا يكتب على مروحة الكفّ: [مجزوء الرمل]

أنا في الكفّ لطيفه ... مسكني قصر الخليفه

أنا لا أصلح إلا ... لظريف أو ظريفه

أو وصيف حسن الق ... دّ شبيه بالوصيفه

وفيها أيضا: [الرجز]

إنني أجلب الرّيا ... ح وبي يدفع الخجل

وحجاب إذا الحبيب ... ثنى الرّأس للقبل

***

ثمّ قال: وهاكم يا أولي الفضل، ومراكز العقل، وأنشد ملغزا في حابول النّخل:

[مجزوء الوافر]

ومنتسب إلى أمّ ... تنشّأ أصله منها

يعانقها وقد كانت ... نفته برهة عنها

به يتوصّل الجاني ... ولا يلحى ولا ينهى

***

قوله: هاكم، أي خذوا. مراكز العقل: مواضعه ومحالّه، كأنّ العقل ركّز فيهم.

والحابول: حبل يصعد به على النخل يعمل من ليفها، وهو حبل يعقد حلقة، ويدخل فيها الرجل ويدرّجه على النّخلة شيئا شيئا عند طلوعه حتى يصير بأعلاها، وحبل النخل ليس فيه شيء من الملاسة ولا في النخلة ذلك، فله بها استمساك، ولذلك جعله معانقا لها، لأنه استدار بها، وقيل له: حابول لأنه لا يستعمل إلا للصّعود على النخيل، فرقا بينه وبين الحبل المستعمل لكلّ شيء، ولمّا كان يصنع من ليف النخل، جعل النّخلة أمه.

برهة: زمانا. والجاني: الذي يجني الثّمر، ألغز به وأوهم أنه الذي يجني جناية. يلحى:

يلام ويسبّ.

ثم قال: ودونكم الخفيّة العلم، المعتكرة الظّلم، وأنشد ملغزا في القلم: [الوافر]

ومأموم به عرف الإمام ... كما باهت بصحبته الكرام

<<  <  ج: ص:  >  >>