للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له إذ يرتوي طيشان صاد ... ويسكن حين يعروه الأوام

ويذري حين يستسعى دموعا ... يرقن كما يروق الابتسام

***

قوله: العلم، أي الرّقم في الثوب، فأراد أنها خفيّة في اللغز، فعلمها الذي تعرف به خفي. والمعتكرة: الشّديدة السواد. ومأموم: برأسه آمة، أي شجّة، يريد الشقّ برأسه، والإمام: أمير المؤمنين، وجعله معروفا بالقلم، لأنّ القلم يبدي أسرار الملك وأخباره في كتبه. وقيل: الإمام الكتاب، من قوله تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ [الإسراء:

٧١]، أي بكتابهم، وقيل بنبيهم، ولا يمتنع أن يريد بالمأموم المتّبع، وإمامه. الذّهن الذي يملي عليه، أو يد الكاتب به، وقيل: سمّاه مأموما، لأنه يؤم القرطاس، أي يقصده ويتبعه والإمام كتاب الله سبحانه وتعالى لأنه يتّبع ويؤتم به، ويقتدى بما فيه. باهت:

افتخرت. والكرام: الكتبة لقوله تعالى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرامٍ بَرَرَةٍ [عبس: ١٦ - ١٧]. ولا مرتبة أشرف من مرتبتهم بعد الإمرة، ولذلك قال الصابي: [الطويل]

وقد علم السّلطان أنّي لسانه ... وكاتبه الكافي السّديد الموفّق

أوازره فيما عرا وأمدّه ... برأي يريه الشّمس واللّيل أغسق

فيمناي يمناه ولفظي لفظه ... وعيني له عين بها الدّهر يرمق

طيشان صاد، أي جولان عاطش، وطاش: خفّ. يعروه: يقصده. والأوام:

العطش، يريد أن القلم إذا ارتوى بالمداد أسرع في الكتابة وإذا جفّ توقف وأمسك.

يرقن: يعجبن. ونظر المأمون إلى جارية تكتب، فقال: [الطويل]

وزادت لدينا حظوة حين أطرقت ... وفي إصبعيها أسمر اللون أهيف

أصمّ سميع ساكن متحرّك ... ينال جسيمات العلا وهو أعجف

وقال العلويّ: [الطويل]

إذا ما التقينا وانتضينا صوارما ... يكاد يصمّ السامعين صريرها

تساقط في القرطاس منها بدائع ... كمثل اللآلي نظمها ونثيرها

ثم قال: وعليكم بالواضحة الدّليل، الفاضحة ما قيل، وأنشد ملغزا في الميل: [الطويل]

وما ناكح أختين جهرا وخفية ... وليس عليه في النّكاح سبيل

متى يغش هذي يغش في الحال هذه ... وإن مال بعل لم تجده يميل

يزيدها عند المشيب تعهّدا ... وبرّا وهذا في البعول قليل

***

<<  <  ج: ص:  >  >>