للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدموعها تحيا الرّياض بها ... ودموع عيني أحرقت خدّي

قوله: غريق بارز، يريد أن بعضه يغرق في الماء وبعضه يبرز منه، وهو معنى راسب طافي، لأنك تقول: رسب الشيء في الماء، إذا هبط في قعره وسفل فيه، وطفا، إذا ارتفع على وجه الماء. يسحّ: يصبّ. مهضوم ويهضم: ينقص. متلاف: مبذّر للمال، يريد كثرة أخذه للماء وإراقته له. حدّته: سرعة جريه، لأنه إن نشب بأحد في جريه أهلكه. وقلبه صافي، لأنه ليس من الحيوان فيعتقد شرّا إن أحرج. ولابن سعد الخير البلنسيّ بن دولاب: [البسيط]

لله دولاب يفيض بسلسل ... في روضة قد أينعت أفنانا

قد طارحته بها الحمائم شجوها ... فيجيبها ويراجع الألحانا

وكأنه دنف يدور بمعهد ... يبكي ويسأل فيه عمّن بانا

ضاقت مجاري دمعه عن جفنه ... فتفتّحت أضلاعه أجفانا

ولبعض أصحابنا: [المنسرح]

وقدّه الحسن في محاسنها ... للعين قيد وللحجا شرك

تبكي فتبدي حنين ذي نسك ... بعد التّصابي وما بها نسك

إذا بكت في الرّياض من طرب ... بدا بوجه الأزاهر الضّحك

كأنّ ما انهلّ من مدامعها ... رجوم شهب يقلّها فلك

***

قال: فلمّا رشق، بالخمس الّتي نسق، قال: يا قوم تدبّروا هذه الخمس، واعقدوا عليها الخمس، ثمّ رأيكم وضمّ الذّيل، أو الازدياد من هذا الكيل. قال: فاستفزّت القوم شهوة الزّيادة، على ما أشربوا من البلادة، فقالوا: إنّ وقوفنا دون حدّك، ليفحمنا عن استيراء زندك، واستشفاف فرندك، فإن أتممت عشرا فمن عندك؛ فاهتزّ اهتزاز من فلج سهمه، وانخزل خصمه. قوله: رشق، أي رمى، مأخوذ من رشق السهام، يقال: رشقت رشقا، أي رميت، والرّشق بالكسر: اسم للسهام، وهو اسم للهدف الّذي يرمونه. نسق:

تابع واحدا بعد واحد، وكلّ شيء تبع بعضه بعضا على السواء فهو نسق. ضمّ الذيل:

التشمير. الفنجديهي: ضمّ الذيل كناية عن الاكتفاء بهذه الأحاجي الخمس، والسكوت عن طلب الزيادة، يريد بالازدياد من الكيل، أن يزيدهم من حسن الأحاجي.

واستفزّتهم: استدعتهم واستخفّتهم، الزّجّاج في قوله تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ [الإسراء: ٦٤] أي استدعه لتستخفّ به إلى إجابتك، واستفزّه:

ختله حتى ألقاه في مهلكة. أشربوا: سقوا ودوخلوا وخولطوا، وكلّ لون خالط لونا آخر فقد أشربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>