الرقيب وفيه ثلاث فرض، وله ثلاثة أنصباء، ثم الحلس بأربع، والنافس بخمس، والمسبل بست، والمعلى، وهو أعلاها بسبع فرض وعلى عدد الفرض هي الأنصباء وقال ابن لبّال فجمعها في بيت:[الكامل]
فذّ وتوأم والرقيب ونافس ... والحلس ثمّت مسبل ثم المعلّ
واسم الثلاثة الّتي يتكثّر بها: الفسيح والمنيح والوغد؛ فإذا أرادوا الضّرب بها طلبوا أوّل رجل يلقونه، فشدّوا عينيه، ويسمونه الحرضة، وأقاموا له الرقيب وضرب، فكلّما خرج له قدح دفعه إلى الرقيب، والرقيب هو الأمين على الضّرب بالقداح، قال الشاعر:
[المتقارب]
لها خلف أذنابها أزمل ... مكان الرقيب من الياسر
وكان أهل اليسار والجود من الجاهليّة عند شدّة الزمان، ينحرون الجزور ويقتسمونها ويضربون عليها بالقداح، فمن قمر جعل نصيبه لأهل الميسر، والقمار يكنى عنه بالميسر، وأصل الميسر موضع تنحر به الجزور، والياسر: الجازر، وتقسم الجزور عشرة أجزاء: العضدان في الكتفين جزءان، وهما ابنا ملاط، والعجز والزّور جزءان، والكاهل واللحاء عليهما الجنب بنصفين جزءان، والوركان عليهما الذّراعان جزءان، والفخذان وعليهما العنق مقسوما جزءان. وبقي جنب، وهم يستثنونه وقد لا يستثنونه، فيردّ منه على جزء الكاهل ضلعان وعلى سائرها ضلع ضلع، فإن فضلت قطعة أو عظم سمّي الزّيم، قال الشاعر:[الطويل]
وكنت كعظم الريم لم يدر جازر ... على أيّ أدنى مقسم اللّحم يجعل (١)
وقال الأصمعيّ في الميسر: إنّه شيء كانت الجاهلية تفعله، فليس عندنا منه حقيقة.
قوله: المستسلم للحين، أي المنقاد للهلاك. الوخد: نوع من السّير وهو أن ترجم الأرض بقوائمها لسرعة سيرها. والذّميل: سير ليّن. تجب: تسقطللمغيب ارتعت:
فزعت لإظلال: لقرب ودنوّ. اقتحام: دخول الشيء على غرر وحام، هو ابن نوح وقد تقدّم في الحادية والعشرين، وأراد بجيش حام ظلام الليل، لأنّ حاما أبو السّودان، أكفت: أقبضه وأشمّره. أرتبط: أربط بعيري أعتمد: أقصد. أختبط: أمشي على غير هداية، وأراد أنه لا يدري ما يفعل، أينزل ويبيت، أم يسير في الليل على غرر.
***
(١) البيت لأوس بن حجر في ديوانه ص ٦٠، وفيه «يوضع» بدل «يجعل»، وبلا نسبة في لسان العرب (بدأ)، (ريم).