للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكم هذا الحيّ، البريء من الغيّ، فإنّ أوجبها لك فتسلّم، وإن زواها عنك فلا تتكلّم، فلم أر دواء قصّتي، ولا مساغ غصّتي، إلّا أن آتي الحكم، ولو لكم.

فانخرطنا إلى شيخ ركين النّصبة، أنيق العصبة، يؤنس منه سكون الطّائر، وأن ليس بالجائر، فاندرأت أتظلّم وأتألّم، وصاحبي مرمّ لا يترمرم، حتّى إذا نثلت كنانتي، وقضيت من القصص لبانتي، أبرز نعلا رزينة الوزن، محذوّة لمسلك الحزن، وقال: هذه الّتي عرّفت، وإيّاها وصفت، فإن كانت هي الّتي أعطي بها عشرين، وها هو من المبصرين، فقد كذب في دعواه، وكبر ما افتراه؛ اللهمّ إلّا أن يمدّ قذاله، ويبين مصداق ما قاله.

***

أعرض: نحّى وجهه. واللّقطة: ما تجده قد سقط من غيرك فتلتقطه، وعامة أهل اللغة على فتح قافها مثل أبي عبيدة ويعقوب والمفضّل وثعلب وابن قتيبة وغيرهم.

وحكى ابن خالويه أن تسكينها لغة تميم، وفتحها لغة أهل الحجاز، فهما لغتان، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «من التقط لقطة فليشهد ذا عدل ثم لا يكتم ولا يغيب، فإن جاء صاحبها فهو أحقّ بها، وإلا فهو ما الله يؤتيه من يشاء» (١). تلابيبه: أطواق ثوبه، والتلبيب الجيب، وأخذت بتلبيب فلان، إذا جمعت ثوبه الذي حوالي صدره وقبضت على نحره، والجلباب: الملحفة والرّداء. أصررت: أقمت. تمزيق جلابيبه: تخريق ثيابه. بطلبك:

بما تطلب. والطّلب: اسم ما تطلب. ابن دريد فلانة طلب فلان، إذا كان يطلبها ويهواها. عدّ: كفّ واصرف. سبّك: شتمك. قاضني: حاكمني الحيّ: القبيلة. الغيّ:

الضّلال والفساد. زواها: نحّاها.

قوله: مساغ غصتي، أي بلع ما أختنق به، وساغ الطعام والشراب في الحلق: سهل نزوله فيه. لكمه، يلكمه: ضربه بجمع كفّه.

انخرطنا: سرنا مسرعين. ركين النّصبة: وقور الهيئة، وفلان ركين بيّن الرّكانة، أي ثقيل المجلس ثابت قويّ. الأزهريّ. يقال للرجل إذا كان وقوراساكنا: إنه لركين، وقد ركن ركانة. الجوهريّ. يقال جبل ركين، أي له أركان عالية، فيحتمل على هذا المعنى أن يكون ركين النّصبة، عالي الانتصاب حسن القامة، والنّصبة الفعلة من الانتصاب، وأراد بها هيئة انتصابه في جلوسه وحالته. أنيق: معجب. العصبة: هيئة العمامة على رأسه، تقول: عصبت رأسي بالعمامة إذا شددته بها، والعصبة هيئة التعمّم، يقول: إن


(١) أخرجه أبو داود في اللقطة باب ٩، وابن ماجة في اللقطة باب ٢، وأحمد في المسند ٤/ ١٦٢، ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>