للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيدي في سيرك، اجهدي: اتعبي. افري: أقطعي، أديم: جلد فدفد: أرض صلبة. وقيل مستوية، وقيل فلاة، وأراد بالأديم وجه الأرض. ونشح ينشح نشحا: شرب قليلا قليلا.

تحطّي: تنزلي، العمد، والعمود: ما يقوم عليه الخباء.

وقوله يخاطب ناقته: [الرجز]

إنك إن أحللتني في بلدي ... حللت منّي بمحلّ الولد

قد جاء في كلامهم نظيره وضدّه، وكلاهما في بابه حسن، قال الشماخ في ضدّه من مجازاة الناقة على إحسانها بالسوء: [الوافر]

إذ بلّغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين (١)

وناقضه الآخر فقال: [الوافر]

أقول لناقتي إذ بلغتني ... لقد أصبحت مني باليمين

فلم أجعلك للقربان طعما ... ولا قلت اشرقي بدم الوتين

وتبعه ذو الرّمة فقال: [الطويل]

أقول لها إذ شمّر الليل واستوت ... بها البيد واستنّت عليها الحزاور (٢)

إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته ... فقام بفأس بين رجليك جازر

وتوجيه الحسن في هذا المذهب على شنعة ظاهرة أنّه لا يبالي بفقدها، لأن الممدوح يحمله، ويعطيه فهو في غنى عنها، ومن يعيب هذا يقول مجازاة الحسن بالسوء قبيح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي قالت وقد نجت على ناقته: نذرت إن نجّاني الله عليها أن أنحرها: «بئس ما جازيتها، ولا نذر لك في مال غيرك» (٣) والمذهب الأحمد في ذلك قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه حين خرج في جيش مؤتة يخاطب ناقته:

[الوافر]

إذا بلّغتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء (٤)


(١) البيت في ديوان الشماخ ص ٣٢٣، ومقاييس اللغة ٢/ ٢٣٦.
(٢) البيتان في ديوان ذي الرمة ص ١٠٤٢، والبيت الثاني في خزانة الأدب ٣/ ٣٢، ٣٧، وسمط اللآلي ص ٢١٨، والكتاب ١/ ٨٢، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٢٩٦، ومغني اللبيب ١/ ٢٦٩، وفي الديوان «بين وصليك» بدل «بين رجليك».
(٣) أخرجه أبو داود في الأيمان باب ٢١، والدارمي في السير باب ١، وأحمد في المسند ٤/ ٤٢٩، ٤٣٠، ٤٣٢، ٤٣٤.
(٤) البيت في ديوان عبد الله بن رواحة الأنصاري ص ٧٩، والبيت الأول في لسان العرب (حسا)، والكامل ص ١٦٨، وسمط اللآلي ص ٢١٩، والبيت الثاني في لسان العرب (خلا)، وتهذيب اللغة ٧/ ٥٦٩، وخزانة الأدب ٢/ ٣٠٣، ٣/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>