للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغضب. تلهف: تندّم فصاح: يا لهفي! ردّهما: اطلبهما. مذرويه: أطراف أليتيه.

والأصدران: عرقان في الصّدغين، وقيل: هما المنكبان، وقيل: العطفان، ويقال: أتى فلان ينفض مدرويه، إذا جاء غاضبا يتهدد، ويضرب أصدريه، إذا جاء فارغا بلا حاجة، فإذا قضى حاجته قيل: جاء ثانيا من عنانه، وقال الحسن البصريّ، ورأى الناس يوم عيد يضحكون، فقال: تلقى أحدهم أبيض بضّا يملخ في الباطل ملخا، ينفض مذرويه، ويضرب أصدريه، يقول: ها أنا ذا فاعرفوني، قد عرفناك، مقتك الله، ومقتك الصالحون. يملخ: يلجّ، وقيل ينثني ويتكسر. استخبثت: أصبته خبيثا، أستقري: أتتبع، الغلق: جمع غلقة. وهي المغالق التي تسدّ بها الطرق وغيرها، وباب غلق، أي مغلق.

مصحرين: ذاهبين في الصحراء. زمّا: شدّا، والبين: الفراق. والعلل هنا: العطاء.

كفلت: ضمنت، نيل الأمل: درك الحاجة. أشرب: دوخل وألقي في نفسه، والفرار بقراب أكيس، مثل، وقراب الشيء ما يقاربه وأراد الهروب باليسير والقريب أكيس من الرّجوع إلى الطمع، ويروى: الفرار بقراب، بكسر القاف، وهو مصدر بمعنى المقاربة، والمثل لجابر بن عمر المازني، وكان سائرا في الطريق ومعه أوفى بن مطر وشهاب بن قيس، فتراءى آثار رجلين معهما فرسان وبعيران وكان قائفا فقال: أرى آثار رجلين شديد كلبهما، عزيز سلبهما، والفرار بقراب أكيس، ثم مضى هاربا، والمعنى: فرارنا ونحن بقرب السّلامة خير لنا من أن نتورط في المكروه. والعود أحمد، أي أوفق وأحق أن يوجد محمودا، والعود أحمد مثل، أي الرجوع أحسن، وقال المرقش: [الطويل]

وأحسن فيما كان بيني وبينه ... فإن عاد بالإحسان فالعود أحمد (١)

وأنشد أبو الحسن لعمارة: [الطويل]

بني دارم إن يفن عمري فقد مضى ... حياتي لكم مني ثناء مخلّد

بدأتم فأحسنتم وأثنيت جاهدا ... وإن عدتم أحسنت والعود أحمد

قوله: الفروقة، أي الفزّاع الكثير الفرق وهو الخوف، يكمد: يحزن حزنا لا يستطيع إمضاءه. تبيّن: علم. غرر: خطر.

***

فلمّا تبيّن الشيخ سفه رأيها، وغرر اجترائها، أمسك ذلاذلها ثم أنشأ يقول لها:

[الرجز]

دونك نصحي فاقتفي سبله ... واغنى عن التفصيل بالجمله


(١) يروى صدر البيت:
قد أحسن سعد في الذي كان بيننا
وهو بلا نسبة في كتاب العين ٢/ ٢١٧، والمخصص ١٢/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>