للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قهوة، ولا أكتسي نشوة، فسوّلت لي النّفس المضلّة، والشّهوة المذلّة المزلّة، أن نادمت الأبطال، وعاطيت الأوطال، وأضعت الوقار، وارتضعت العقار، وامتطيت مطا الكميت، وتناسيت التّوبة تناسي الميت، ثم لم أقنع بها تيكم المرّة، في طاعة أبي مرّة، حتى عكفت على الخندريس، في يومالخميس، وبتّ صريع الصّهباء، في اللّيلة الغرّاء، وها أنا بادي الكآبة، لرفض الإنابة، نامي النّدامة، لوصل المدامة، شديد الإشفاق، من نقض الميثاق، معترف بالإسراف، في عبّ السّلاف: [الطويل]

فيا قوم هل كفّارة تعرفونها ... تباعد من ذنبي وتدني إلى ربّي

***

قوله: صلود الزّند، هو ألّا يسمح بالنّار صدود الجدّ: إعراض السعد، يريد الأيام التي كنت فيها فقيرا. والعقد، كانت العرب إذا عاهد الرجل صاحبه عقد أصابعه، ثم صارت المعاهدة باللسان تسمّى عقدا، وكان أحدهم يربط رسن بعيره بخباء من يستجير به أو يرسل حبله في البئر مع حبله، فيشبكه به، وكان هذا كله عندهم عقدا لا يسلّم المستجار به المستجير إلا لما يسلم ولده، وقال حبيب: [البسيط]

بلى لقد سلفت في جاهليتهم ... للحق ليس كحقي حرمة عجب

أن يعلق الدّلو بالدّلو الغريبة أو ... يلامس الطنب المستحصد الطّنب

الصّفقة: ضربة يد المشتري على يد البائع. أسبأ: أشتري. مداما: خمرا. أكتسي نشوة: أظهر سكرة. سوّلت: زيّنت وحسّنت. المضلّة: المحيّرة. الأبطال: فرسان الخلاعة للسنّ. الأرطال: وهي أربعة، وقال في ذلك: [مجزوء الوافر]

سألت أخي أبا عيسى ... وجبريل له فضل

فقلت: الخمر تعجبني ... فقال كثيرها قتل

فقلت له فقدّر لي ... فقال وقوله فصل

وجدت طبائع الإنسا ... ن أربعة هي الأصل

فأربعة لأربعة ... لكلّ طبيعة رطل

يذكر هذا الرجل أنه تاب من شرب المسكر، وعاهد الله، ألّا يشرب خمرا، ثم ارتدّ ورجع لخلاعته.

ومثل حالته هذه حالة أبي محمد البصريّ، كان تاب وحجّ، فلما قفل راجعا بدا له في شرب الخمر، فقال: [الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>