للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا رميت له الحصاة رأيته ... ينزو لوقعتها طمور الأخيل (١)

يريد أن ابنه كان فوق هذا في ذكاء القلب فهو كأنه منتبه أبدا.

وطرق الحصا أيضا من فعل الكهان يأخذ الكاهن حصيات، فيضرب بها الأرض وينظر فيها فيخبر بالمغيّبات.

قوله: ندب، أي دعي وحرّض. الإذكار: التذكير بما يفعل الأفكار: الأذهان.

شيث هو ولد آدم عليه السلام، وكان أجمل بنيه وأحبّهم إليه، وهو وصيّ أبيه وإليه ترجع الأنساب، وقال صلى الله عليه وسلم: «أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم وشيث وإدريس- وهو أخنوخ ونوح، وأنزل الله تعالى على شيث خمسين صحيفة»، وقال بقية بن أرطأة: بلغني أن حوّاء حملت بشيث الرّضا حتى نبتت أسنانه، وكانت تنظر إلى وجهه من صفائه في بطنها، وهو الثالث من ولد آدم، وإنه لمّا حضرها الطّلق أخذها عليه شدّة، فانتبذت به، فلما وضعته أخذته الملائكة، فمكث معهم أربعين يوما، فعلموه المهن، ثم ردّوه إليها معلما، والمهن جمع مهنة، وهي الخدمة.

الأنباط، قيل سمّوا أنباطا لاستنباطهم البناء، واستخراجهم المياه، والنسابون يزعمون أنهم ولد يافث بن نوح ولا يصحّ على هذا أن يوصيهم شيث، لأنّ بين زمن شيث وزمن يافث آلافا من السنين. الجوهريّ: النبيط والنّبط: قوم كانوا ينزلون بين البصرة والكوفة والجمع أنباط، والرجل نبطيّ. ابن دريد: النّبط. جيل من الناس معروف وهم النّبط والأنباط والأسباط: بنو يعقوب عليه السلام، ومنهم تشعّبت قبائل بني إسرائيل، والأسباط في ولد يعقوب كالقبائل في ولد إسماعيل.

احذ مثالي، أي امش على طريقي وافعل بفعلي، استرشدت:

استدللت. استصبحت: استضأت، أمرع: أخصب، الخان: الفندق، وهذا مثل لرفاهة العيش. نبذت: طرحت. الأثافيّ: أحجار القدر. زهد: لم يرغب.

يا بنيّ؛ إنّي جرّبت حقائق الأمور، وبلوت تصاريف الدّهور؛ فرأيت المرء بنشبه، لا بنسبه. والفحص عن مكسبه، لا عن حسبه، وكنت سمعت أن المعايش:

إمارة، وتجارة، وزراعة، وصناعة، فمارست هذه الأربع، لأنظر أيّها أوفق وأنفع، فما أحمدت منها معيشة، ولا استرغدت فيها عيشة، أما فرص الولايات، وخلس الإمارات؛ فكأضغاث أحلام. والفيء المنتسخ بالظّلام؛ وناهيك غصّة بمرارة الفطام.


(١) البيت لأبي كبير الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ١٠٧٤، ولسان العرب (طمر)، (نزا)، وتاج العروس (طمر). (خيل)، وللهذلي في جمهرة اللغة ص ٧٥٩، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٣/ ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>