وأما بضائع التّجارات، فعرضة للمخاطرات، وطعمة للغارات، وما اشبهها بالطّيور الطّيارات، وأما اتخاذ الضّياع، والتّصدّي للازدراع، فمنهكة للأعراض، وقيود عائقة عن الارتكاض، وقلّما خلا ربّها عن إذلال، أو رزق روح بال، وأما حرف أولي الصّناعات، فغير فاضلة عن الأقوات، ولا نافقة في جميع الأوقات، ومعظمها معصوب بشبيبة الحياة، ولم أر ما هو بارد المغنم، لذيذ المطعم، وافي المكسب، صافي المشرب، إلّا الحرفة التي وضع ساسان أساسها، ونوّع أجناسها.
***
بلوت: اختبرت. نشبه: ما له، الفحص: البحث، والأربع التي ذكر نسبها الثعالبي للمأمون قال: قال لي المأمون: النّاس أربع طبقات بين إمارة وتجارة، وزراعة، وصناعة، فمن لم يكن منهم كان كلا علينا، مارست: خالطت، أحمدت: صادفتها محمودة، استرغدت: استكثرت، فرص: نهز، والنّهزة والفرصة ما يحضرك من الفوائد من غير أن تتعنّى في طلبها، فإن فوّتها ولم تغتنم أخذها ففاتتك، فربما تتعنّى غاية التعنّي في طلبها، فلا تظفر بها، الجوهري: الفرصة، النوبة والشرب، يقال: وجد فلان فرصة، أي نهزة، وجاءت فرصتك من الشيء، أي نوبتك. خلس: جمع خلسة، وهي كالخطف وشبهه، يريد أن الأمير كأنه اختلس أيامه، أي اختطفها لقصر مدتها، ويقال: الخلسة. فرصة.
وأضغاث الأحلام: أباطيلها التي لا يصحّ تغويلها لاختلاطها والضّغث: كلّ ما كان مختلطا لا حقيقة له، والحلم: الرؤيا والجمع أحلام. ويقال: هذا رجل ناهيك من رجل! ونهيك من رجل، أي أنه نجدة وعناية ينهاك عن تطلب غيره، فناهيك: كافيك. الغصّة:
ما يختنق به، الفطام: قطع الرّضاعة عن الصبيّ، وفي الكلام معنى التعجب كأنه قال: ما أنكد غصة العزل على أهل الولايات، والعزل للولاة كالحيض للنساء. والبضائع: الأموال يتّجر فيها عرضة للمخاطرات، أي معرضة للضّرر والسلب، وفلان عرضة لكذا، أي نصب، وهو له عرضة، أي يتعرّض له دونه، وهذا عرضة لك، أي عدة. وقال النقاش في قوله تعالى: عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ [البقرة: ٢٢٤]، أي علة لها وسببا ومتّخذا لذلك، وأصل العرضة: الدابة تتّخذ للسفر لقوّتها، ثم جعل كل ما صلح لشيء عرضة له حتى قيل: المرأة عرضة للزوج، والطعمة: المأكلة، وهذه الضّيعة طعمة لفلان، والطعمة أيضا: وجه المكتسب، فطعمة للغارات، يريد أن قطاع الطرق يسلبون أموال التّجار أبدا فأرزاقهم معرّضة للتلف، التصدّي: التعرض، منهكة: مذلة وسبب نهك، وهو الجهد والضّعف، ونهكته الحمى وأنهكته، إذا جهدته وأضنته ونقصت لحمه، ونهكه السلطان عقوبة: بالغ في عقوبته، روح بال: راحة قلب. عائقة: حابسة، الارتكاض: الجري والتصرّف وهذه مشاهدة من أحوال أهل الحرث وقال صلى الله عليه وسلم حين رأى السكة: «ما دخلت