لي رزق يقول بالوقف في ال ... رّأي ورجل تقول بالاعتزال
وله:[البسيط]
العنكبوت بنت بيتا على وهن ... تأوي إليه وما لي مثله وطن
والخنفساء لها من جنسها سكن ... وليس لي مثلها إلف ولا سكن
وله:[الوافر]
نرى العقيان كالذهب المصفى ... يركب فوق أثفار الدّواب
وكيسي منه خلو مثل كفي ... أما هذا من العجب العجاب!
وله:[البسيط]
رأيت في النّوم دنيانا مزخرفة ... مثل العروس تراءت في المقاصير
فقلت جودي فقالت لي على عجل ... إذا تخلّصت من أيدي الخنازير
***
وأضرم في الخافقين نارها، وأوضح لبني غبراء منارها، فشهدت وقائعها معلما، واخترت سيماها لي ميسما؛ إذ كانت المتجر الّذي لا يبور، والمنهل الّذي لا يغور، والمصباح الذي يعشو إليه الجمهور، ويستصبح به العمي والعور. وكان أهلها أعزّ قبيل، وأسعد جيل، لا يرهقهم مسّ حيف، ولا يقلقهم سلّ سيف، ولا يخشون حمة لاسع، ولا يدينون لدان ولا شاسع ولا يرهبون ممّن برق ورعد، ولا يحفلون بمن قام وقعد؛ أنديتهم منزّهة، وقلوبهم مرفّهة، وطعمهم معجّلة، وأوقاتهم غرّ محجّلة، أينما سقطوا لقطوا، وحيثما انخرطوا خرطوا، لا يتّخذون أوطانا، ولا يتّقون سلطانا، ولا يمتازون عمّا تغدو خماصا وتروح بطانا.
قوله: أضرم. أي أوقد، الخافقين: المشرق والمغرب، أوضح: بيّن منارها:
سراجها، معلما: مشهورا. سماها: علامتها، يريد أنه اختار علامتهم لنفسه، يبور:
يكسد ويهلك أهله: المنهل: موضع الماء، يغور: يغوص في الأرض، يعشو: ينظر، الجمهور: معظم الشيء، العور: جمع أعور. الجيل: أهل العصر، يرهقهم: يدركهم ويغشاهم حيف: جور وظلم. حمة: سم. لاسع: ضارب. واللسع: الضرب بمؤخره، مثل العقرب، واللدغ لما كان بالفم. ولسعه بلسانه: عابه وآذاه، ورجل لسعة ولسّاعة ولسّاع، أي عيّاب مؤذ، يدينون: يطيعون، دان وشاسع: قريب وبعيد يرهبون: يخافون.
برق ورعد: هدّد وخوّف، يحفلون: يبالون. من قام وقعد: من غيظه وشره. انخرطوا: