قوله: فقد كان مكتوبا على عصا شيخنا ساسان، الفنجديهي قرأت في بعض الفوائد أنه كان مكتوبا على عصا ساسان المكدى: الكسل شؤم، والتمييز مذموم، والحركة بركة والتواني هلكة، وكلب طائف: خير من أسد رابض، ومن لم يغترف: لم يعتلف جال:
تصرّف ومشى في البلاد، نال: أدرك حاجته، عنوان: دليل، النحوس: جمع نحس، وهو ضد السعد، وذوي البؤس: أهل الفقر: لقاح المتعبة، أي أصلها وسببها، شيمة:
طبيعة، وكذلك الشنشنة، الوكلة التّكلة: هو العاجز الذي يكل أمره لغيره ويتّكل عليه فيه. أشتار: حرّك واستخرج، الراحة الأولى: الكفّ، والثانية ضدّ التعب.
وعليك بالإقدام، ولو على الضّرغام، فإن جراءة الجنان، تنطق اللّسان، وتطلق العنان، وبها تدرك الحظوة، وتملك الثّروة، كما أن الخور صنو الكسل، وسبب الفشل، ومبطأة للعمل، ومخيبة للأمل، ولهذا قيل في المثل: من جسر، أيس، ومن هاب، خاب. ثمّ ابرز يا بني في بكور أبي زاجر، وجراءة أبي الحارث، وحزامة أبي قرّة، وختل أبي جعدة، وحرص أبي عقبة، ونشاط أبي ووثّاب، ومكر أبي الحصين، وصبر أبي أيّوب، وتلطّف أبي غزوان، وتلوّن أبي براقش، وحيلة قصير، ودهاء عمرو، ولطف الشعبيّ، واحتمال الأحنف، وفطنة إياس، ومجانة أبي نواس، وطمع أشعب، وعارضة أبي العيناء.
والحظوة: المنزلة الرفيعة، والثروة: الغنى. صنو: أخ. الفشل: الضعف والحيرة، يريد أن فزع النفس وضعيفها يخيّب الأمل والرجاء، وقال معاوية: الهيبة مقرون بها الخيبة.
أبو زاجر: هو الغراب، سمّي بذلك، لأن العرب تزجر به وتتشاءم، وتقدّم ذلك، ومن وصيته لولده على ألسنتهم، قالوا: قال الغراب لابنه: يا بنيّ إذا رميت فتلوّص أي تلوّ، قال: يا أبت أنا أتلوّص قبل أن أرمي، وقال لابنه قد رأى رجلا فوّق سهما: يا بني اتّئد، حتى تعلم ما يريد الرّجل، فقال: يا أبت، الحذر قبل إرسال السهم.
وأبو الحارث: الأسد كنّي بذلك لاحتراثه، أي لاكتسابه بقوته.
وأبو قرّة: الحرباء كنّي بذلك لأن البرد لا يفارقه. فالحرباء تدور لذلك مع الشمس حيثما دارت، وتقدّم حزامتها، ومرّ أنها لا تفارق ساق الشجرة حتى تمسك ساق الأخرى.