للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطّ: لفظة موضوعة لما مضى من الدهر. وجعل الحريريّ قول الخواصّ: «لا أكلمه قطّ» من أفحش الخطأ لتناقض الكلام، قال: وذلك أنّ العرب تستعمل لفظة «قطّ» فيما مضى من الزمان، كما تستعمل لفظة «أبدا» فيما يستقبل، فيقولون ما كلّمته أبدا، والمعنى: ما كلّمته فيما انقطع من عمري، لأنه من قططت الشيء، إذا قطعته، ومنه قطّ القلم، إذا قطع طرفه. وفيما يؤثر من شجاعة عليّ رضي الله عنه أنه كان إذا استقبل قد، وإذا استدبر قطّ، فالقدّ قطع الشيء طولا، والقطّ قطعه عرضا. يقول. تصنع رسالة تضمنها حالك، يكون تركيبها من كلمة يعمّ حروفها النّقط، وكلمة لا ينقط منها حرف، وبهذا المعنى سمّيت المقامة الخيفاء، لأنّ الأخيف من الخيل: الّذي إحدى عينيه زرقاء.

والأخرى كحلاء. استأنيت: أمهلت وأخّرت. أحار: ردّ وراجع. نبّهت: أيقظت. سنة:

حولا. سنة: نوما. قاطبة: جماعة. قطّب وجهه، إذا عبّسه. صدعت: أوضحت وأظهرت، وأصل الصدع الشقّ. باليقين: بالحقّ الواضح. آية: علامة، قال ابن الأنباريّ رحمه الله: في قولهم آية من القرآن ثلاثة أوجه:

قيل إنها علامة لانقطاع الكلام قبلها وبعدها، واحتجّ أبو عبيدة لذلك بقول الشاعر:

[الوافر]

* بآية ما تحبّون الطّعاما (١) *

وبقول النابغة: [الطويل]

توهّمت آيات لها فعرفتها ... لستّة أعوام وذا العام سابع (٢)

الثاني: سمّيت الآية لأنها جماعة حروف، قال أبو عمرو: خرج القوم بآيتهم، أي بجماعتهم.

الثالث: سمّيت آية لأنها عجب من العجائب، فالآية العجب.

قوله: «استسعيت»: طلبت سعيه أي جريه. واليعبوب: الفرس السريع. استسقيت:


(١) صدره:
ألا من مبلغ عني تميما
والبيت ليزيد بن عمرو بن الصعق في خزانة الأدب ٦/ ٥١٢، ٥١٤، ٥١٥، ٥١٨، ٥١٩، ٥٢٣، ٥٢٦، والدرر ١/ ٩٢، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٨٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٦، وشرح المفصل ٣/ ١١٨، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٥٠، ومغني اللبيب ٢/ ٤٢٠، ٦٣٨، وهمع الهوامع ٢/ ٥١.
(٢) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣١، وخزانة الأدب ٢/ ٤٥٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٧، والصاحبي في فقه اللغة ص ١١٣، والكتاب ٢/ ٨٦، ولسان العرب (عشر)، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٠٦، ٤/ ٤٨٢، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢٦١، وشرح التصريح ٢/ ٢٧٦، وشرح شواهد الشافية ص ١٠٨، والمقتضب ٤/ ٣٢٢، والمقرب ١/ ١٤٧، وتاج العروس (لوم).

<<  <  ج: ص:  >  >>