للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسّمح يغذي، والمحك يقذي، والعطاء ينجي، والمطال يشجي، والدّعاء يقي، والمدح ينقي، والحرّ يجزي والإلطاط يخزي، واطّراح ذي الحرمة غيّ، ومحرمة بني الآمال بغي، وما ضنّ إلّا غبين، ولا غبن إلّا ضنين، ولا خزن إلّا شقيّ، ولا قبض راحه تقيّ. وما فتئ وعدك يفي، وآراؤك تشفي، وهلالك يضي، وحلمك يغضي، وآلاؤك تغني، وأعداؤك تثني، وحسامك يفني، وسؤددك يبني، ومواصلك يجتني، ومادحك يقتني، وسماحك يغيث، وسماؤك تغيث، ودرّك يفيض، وردّك يغيض، ومؤمّلك شيخ حكاه فيء، ولم يبق له شيء. أمّك بظنّ حرصه يثب، ومدحك بنخب مهورها تجب، ومرامه يخفّ، وأواصره تشفّ، وإطراؤه يجتذب، وملامه يجتنب، ووراءه ضفف، مسّهم شظف؛ وحصّهم جنف، وعمّهم قشف، وهو في دمع يجيب، ووله يذيب؛ وهمّ تضيّف، وكمد نيّف، لمأمول خيّب، وإهمال شيّب، وعدوّ نيّب، وهدوّ تغيّب، ولم يزغ ودّه فيغضب، ولا خبث عوده فيقضب، ولا نفث صدره، فينفض، ولا نشز وصله فيبغض، وما يقتضي كرمك نبذ حرمه؛ فبيّض أمله، بتخفيف ألمه، ينثّ حمدك بين عالمه. بقيت لإماطة شجب، وإعطاء نشب، ومداواة شجن، ومراعاة يفن، موصولا بخفض، وسرور غضّ، ما غشي معهد غنيّ، أو خشي وهم غبيّ، والسلام.

***

قوله: «غضّ الدهر جفن حسودك»، يقال: غضّ جفنه، أي سدّ عينيه، دعاء عليه بالعمى، يقول: الكرم يزيّن صاحبه. واللؤم- وهو البخل- يشينه ويعيبه، ثم دعا له بدوام السّعد وثبوته، وبعمى عين الحسود حتى لا يبصر ما أعطي الممدوح من النّعم، فيأخذها بالعين. الأروع: السيد الكريم، وهو الذي قصد، وقيل: الأروع الحديد النفس، وقيل: الذي يروعك بجماله. يثيب: يجازي قاصده. والمعور: البادي العورة، وهو الفارس يظهر في طعنه خلل، وأراد به الناقص الخلق الكثير السفاهة، ومن جملة عيوبه البخل حتى يخيب قاصده، لأنه قابل به الأروع، وهو التامّ الجسيم، الجهير الصوت، قال الشاعر: [الطويل]

يواخي لئيم النّاس كلّ ملائم ... وينطق بالعوراء من كان معورا (١)


(١) يروى صدر البيت:
يروم أذى الأحرار كلّ ملّام
وهو بلا نسبة في لسان العرب (لأم)، وتاج العروس (لؤم).

<<  <  ج: ص:  >  >>