للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغيض، أي منعك يذهب الرزق، وغاض الماء: غار في الأرض، مؤمّلك: راجيك.

والفيء: الظلّ بعد الزوال، يريد أن عمره قد أدبر، فشبّه نفسه بالفيء الذاهب. أمّك بظنّ، أي قصدك برجاء. وحرصه يثب، أي طمعه يتزايد فيجعله في غاية من القلق.

نخب: مختارة. مهورها: حقوقها، يقول: مدحك بنخب في ملئه، فوجبت حقوقها لحسنها وجودتها. ومما ينظر إلى هذه المعارضة قول الشاعر: [الوافر]

وخذ حمدي بجودك، ذا بهذا ... كلانا اليوم أربح صيرفيّ

لأصبح من نوالك في رياش ... وتصبح من مقالي في حليّ

وقال آخر: [مجزوء الرجز]

وحلّة كساها ... كالحليّ في التهابه

فاستبطنت مديحا ... كالأري في نصابه

فراح في ثيابي ... ورحت في ثيابه

وقال ابن شهيد في ضيف له: [الطويل]

وما انفكّ معشوق الثّواء نمدّه ... ببشر وترحيب وبسط لسان

إلى أن تشهّى البين من ذات نفسه ... وحنّ إلى الأهلين حنّة حان

فأتبعته ما سدّ خلّة حاله ... وأتبعني ذكرا بكلّ مكان

وقوله: «مرامه يخفّ»، أي مطلبه يسهل عليك.

أواصره: جمع آصرة وهي صلة الرحم، والأصر: الموضع الحابس، من قولهم:

أصرت فلانا على الشيء آصره أصرا، إذا حبسته عليه وعطفته، ويقال: ما تأصرني على فلان آصرة، أي ما تحبسني عليه حابسة، ولا تعطفني عليه عاطفة. ذكره ابن الأنباريّ.

وذكر الحريري في الدرّة، أن اشتقاق أواصر القرابة والعهد من المأصر، بكسر الصاد، ومعناه الوضع الحابس للمارّ عليه، فسمّيت أواصر، لأنها تعطف على ما يجب رعايته من المودة والرحم. قال: وحكى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، قال: اجتمع عندنا أبو نصر أحمد بن حاتم وابن الأعرابيّ فتحادثا، فحكى أبو نصر أنّ أبا الأسود دخل على عبيد الله بن زياد، وعليه ثياب رثّة، فكساه ثيابا جديدة من غير أن يسأله، أو استكساه، فخرج وهو يقول: [الطويل]

كساك ولم تستكسه فحمدته ... فتى ماجد يعطى الجزيل وياصر

وإنّ أحقّ الناس إن كنت مادحا ... بمدحك من أعطاك والعرض وافر

فقال ابن الأعرابيّ: «وناصر» بالنون، فقال له أبو نصر: دعني يا هذا ويا صري وعليك بناصرك؛ يريد ب «ياصر» يعطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>