للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: «تشفّ»، أي تزيد وتفضل غيرها، يقول: إن الأسباب التي توجب عطفك وحنانك عليّ كثيرة منها الشّيخ والضعف وكثرة العيال وجودة المدح، والعهود السابقة التي بيني وبينك. إطراؤه يجتذب، أي مدحه يتجاذبه الناس ويحرصون على تحصيله لجودته، وأصل الإطراء المدح في الوجه، فهو بمشاهدته كأنه مدح طريّ، أو ظهرت عليه طراوة. ملامه يجتنب: ذمّه يخاف ويبعد منه، فيرشي عليه، يقول: إنّ الذي رجاك شيخ مسنّ فقير قصدك بيقين لأنك من أهل الكرم، فطمعه لذلك يزيد لما ارتجى من معروفك، وأهدى إليك من مدائحه عرائس وجبت عليك حقوقها، ومرامه سهل عليك، ولديك علق تقوم مقام القرابة، وتزيد على ذلك، وله مدح يرغّب فيه وذم يرهب منه.

ووراءه ضفف، أي خلفه كثرة عيال، من ضفّ الطعام ضفّا إذا كثر القوم عليه، وضفّ العيش اشتدّ. والشّظف: سوء الحال، حصّهم: عرّاهم ونتف ريشهم. جنف:

ميل الدهر عليهم. قشف: بؤس عيش. يجيب: يساعد. وله: همّ وحيرة. يذيب:

يذهب اللحم. تضيّف: نزل به ومال إليه. كمد: حزن قارب الموت. نيّف: زاد على المعهود. لمأمول، أي لمقصود مرجوّ. إهمال: تضييع وتسييب. نيّب: عضّ بأسنانه.

وهدوّ تغيّب، أي سكون وأمن زال عنه. يزغ: يمل. نفث صدره، أي تكلم بشرّ، ونفث: بزق من داء في صدره ومنه المثل: لا بدّ للمصدور أن ينفث. ينفض، أي يضرب ويبعد. نشز: ارتفع وزال. يقتضي: يتضمّن ويلزم. نبذ: طرح. حرمه: جمع حرمة.

بيّض أمله، أي أسعد رجاءه، وردّه أبيض بعطائك الذي يخفف ألمه، ويزيل وجعه.

ينثّ: ينشر. عالمه: ناسه وأهل زمانه. بقيت: عشت وطال بقاؤك. إماطة شجب: إزالة هلاك وتنحيته. نشب: مال. شجن: حزن، والشّجن أيضا الحاجة. مراعاة: حفظ.

يفن: شيخ كبير. موصولا، أي متصلا. بخفض: عيش هنيء. غضّ: ناعم جديد.

غشي: قصد ودخل. معهد: موضع يعهد به جلوسه. وهم غبيّ: غلط جاهل.

***

فلمّا فرغ من إملاء رسالته، وجلّى في هيجاء البلاغة عن بسالته، أرضته الجماعة فعلا وقولا، وأوسعته حفاوة وطولا. ثمّ سئل من أيّ الشّعوب نجاره، وفي أيّ الشّعاب وجاره، فقال: [مجزوء الكامل]

غسّان أسرتي الصّميمه ... وسروج تربتي القديمة

فالبيت مثل الشّمس إش ... راقا ومنزلة جسيمة

والرّبع كالفردوس مط ... يبة ومنزهة وقيمة

واها لعيش كان لي ... فيها ولذّات عميمة

أيّام أسحب مطرفي ... في روضها ماضي العزيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>