للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أختال في برد الشّبا ... ب وأجتلي النّعم الوسيمة

لا أتّقي نوب الزّما ... ن ولا حوادثه المليمة

فلو أنّ كربا متلف ... لتلفت من كربي المقيمة

أو يفتدى عيش مضى ... لفدته مهجتي الكريمة

فالموت خير للفتى ... من عيشه عيش البهيمة

تقتاده ترة الصّغا ... ر إلى العظيمة والهضيمة

ويرى السّباع تنوشها ... أيدي الضّباع المستضيمة

والذّنب للأيام لو ... لا شؤمها لم تنب شيمة

ولو استقامت كانت ال ... أحوال فيها مستقيمة

***

قوله: «إملاء رسالته»، أي إلقائها عليه ليكتبها جلّى: كشف. الهيجاء: الحرب، وهي من الهيج وهو الحركة والاضطراب. بسالته: شجاعته. أوسعته: كثّرت له. حفاوة:

إكرام. والطّول: الإنعام. الشّعوب: القبائل، وأحدها شعب، بفتح الشين وهو الأب الكبير. ثعلب، الشّعب: الأب الأكبر الذي ينتهون إليه والقبيلة دونه. نجاره: أصله.

الشّعاب: الطرق في الجبال. وجاره: جحره، أراد بيته، لأنهم سألوه من أيّ قبيلة هو، وعن مسكنه في أيّ موضع هو.

وقوله: «غسان أسرتي»: أي هذه القبيلة أصلي وقرابتي. الصميمة: الصريحة الخالصة. تربتي. بلدتي. إشراقا: ضياء ونقاء من العيب. جسيمة: عظيمة. الفردوس:

الجنّة، سمّيت بذلك لعرائشها، والفردوس: المعرّش من الكرم. مطيبة، أي سروج مثل الجنة في طيب الهواء، وفي نزهتها وحسنها، وفي قدرها، وأراد بالبيت غسّان، وبالربع سروج، أو يريد بيته في غسان في الشرف كالشمس، ومنزله في سروج كالجنة في طيبها ونزهتها، وقد قال في أخرى: [الرمل]

من رآها قال مرسى ... جنّة الدنيا سروج

ومثل قوله في البيت مثل الشمس، قول أبي الطّمحان القينيّ: [الطويل]

وإنّي من القوم الذين هم هم ... إذا مات منهم سيّد قام صاحبه (١)


(١) البيتان الثاني والثالث، لأبي الطمحان القيني في الأغاني ١٣/ ٩، وأمالي المرتضى ١/ ٢٥٧، وتخليص الشواهد ص ٢٠٢، وخزانة الأدب ٨/ ٩٥، وديوان المعاني ١/ ٢٢، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٥٩٨، وكتاب الصناعتين ص ٣٦٠، ولسان العرب (خضض)، والمقاصد النحوية ١/ ٥٦٧، وهما للقيط بن زرارة في الحيوان ٣/ ٩٣، والشعر والشعراء ص ٧١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>