إذا اشتدّ عسر فارج يسرا فإنه ... قضى الله أنّ العسر يتبعه اليسر
الإسار: الحبل يشدّ به الأسير. هزّة: طرب. الموسر: الغنيّ. الإعسار: الفقر، وسئل حكيم: أيّ الأشياء أحلى؟ قال: النّصرة على العدوّ بعد الهزيمة، والاستغناء بعد الحاجة، والغلبة للمتكلم.
***
قال الرّاوي: وكنت عرفت أنّه أبو زيد ساعة بزغت شمسه، ونزغت عرسه، وكدت أفصح عن افتنانه؛ وإثمار أفنانه؛ ثمّ أشفقت من عثور القاضي على بهتانه، وتزويق لسانه، فلا يرى عند عرفانه، أن يرشّحه لإحسانه، فأحجمت عن القول إحجام المرتاب، وطويت ذكره كطيّ السّجلّ للكتاب، إلّا أنّي قلت بعد ما فصل، ووصل إلى ما وصل: لو أنّ لنا من ينطلق في أثره، لأتانا بفصّ خبره، وبما ينشر من حبره! فأتبعه القاضي أحد أمنائه، وأمره بالتّجسّس عن أنبائه، فما لبث أن رجع متدهدها، وقهقر مقهقها، فقال له القاضي: مهيم، يا أبا مريم، فقال: لقد عاينت عجبا، وسمعت ما أنشأ لي طربا، فقال له: ماذا رأيت، والّذي وعيت!
***
قوله:«بزغت»، أي طلعت. ونزغت: نشزت وقابلته بالشرّ والذّكر القبيح، وأراد أنّه عرفه حين ساقته زوجته إلى القاضي. أفصح: أبين. افتنانه: تنوّعه. إثمار: إخراج الثمر، وهو حمل كلّ شجرة. أفنانه: أغصانه. أشفقت: خافت. عثور: ظهور، وعثر على الأمر: اطّلع عليه. بهتانه: باطله وكذبه. تزويق: تزيين، وهو من الزّاووق الذي يعرفه العامة بالزّواق، أي أنه تزيين في الظاهر، وليس له ثبات. عرفانه: تقدّم معرفته.
يرشّحه: يهيئه، وفلان يرشّح لكذا، أي يؤهّل له، من رشّحت الأم ولدها باللبن، إذا جعلته في فيه شيئا بعد شيء حتى يقوى، وقيل: الترشيح: التربية، وقيل: هو تحنّن الأمّ على ولدها من الشدّة. أحجمت: تأخّرت. المرتاب: صاحب الريبة. طويت: سترت.
السّجل: الورق. والكتاب: المكتوب فيها، وقوله تعالى: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [الأنبياء: ١٠٤]، قيل: السّجلّ: اسم كاتب للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: ملك من السماء الثالثة ترفع إليه الحفظة أعمال العباد كلّ خميس واثنين. فصل: زال وانفصل بفصّ خبره:
حلّها من طيّها. التجسّس: البحث. أنبائه: أخباره ما لبث، أي ما أقام، والمعنى ما أبطأ شيئا حتى رجع. متدهدها: متحرّكا، والتدهده: قذفك الحجر من أعلى إلى أسفل.
قهقر: رجع إلى خلف. مقهقها: مبالغا في الضحك، والقهقهة: حكاية صوت الضاحك.