مهيم: كلمة استفهام، معناها: ما الأمر؟ عاينت: رأيت. أنشأ: أحدث، وتقديره:
سمعت شيئا أحدث لي ذلك الشيء المسموع الطّرب، ولا يكون «أنشأ» فعلا لأبي زيد، إنما هو فعل ل «ما» من قوله: «ما أنشأ». وعيت: حفظت.
***
قال: ولم يزل الشيخ مذ خرج يصفّق بيديه، ويخالف بين رجليه، ويغرّد بملء شدقيه، ويقول: [مجزوء الرمل]
كدت أصلى ببليّه ... من وقاح شمّريّه
وأزور السّجن لولا ... حاكم الإسكندريّة
فضحك القاضي حتّى هوت دنينته، وذوت سكينته، فلمّا فاء إلى الوقار، وعقّب الاستغراب بالاستغفار، قال: اللهمّ بحرمة عبادك المقرّبين، حرّم حبسي على المتأدّبين. ثم قال لذلك الأمين: عليّ به، فانطلق مجدّا في طلبه. ثمّ عاد بعد لايه، مخبّرا بنأيه، فقال له القاضي: أما إنّه لو حضر، لكفي الحذر، ثمّ لأوليته ما هو به أولى، ولأريته أنّ الآخرة خير له من الأولى.
قال الحارث بن همام: فلمّا رأيت صغو القاضي إليه، وفوت ثمرة التنبيه عليه، غشيتني ندامة الفرزدق حين أبان النّوار، والكسعيّ لمّا استبان النّهار.
***
يصفّق بيديه: يضرب بكفيه. يخالف بين رجليه: يعبث بهما في مشيه فيضع كلّ رجل موضع الأخرى، وهي من أنواع الرقص؛ أراد أنه يضرب بكفّيه ويرقص. يغرّد:
يغنّي. بملء شدقيه، أي بصوت شديد تمتلئ به أشداقه.
وملء القدح: قدر ما يملؤه. أبو يعقوب: يقال: أعطني ملء القدح ماء، وأعطني ملئيه، وأعطني ثلاثة أملائه.
أصلي ببليّة، أي قربت أن أحترق بها وأتصلّى بها، والبليّة: المصيبة يبتلى بها، وقاح، جمع وقاحة، وهي صلابة الوجه، وأصلها من الحافر الصّلب، وقال بعضهم في صلابة الوجه: [السريع]
لا يعمل المبرد في وجه ... بل وجهه يعمل في المبرد
فجعل وجهه لصلابته يؤثّر في الحديد. شمّريّة، أي شديدة القحة، قال الأصمعي:
سألت أعرابيّا، وقد خرج من الصّلاة: ما قرأ الإمام؟ قال: ما أدري إلا أنه وقع بين موسى وفرعون شمّريّة. هوت: سقطت. دنينته: قلنسوته، وهذه اللفظة إنما وقعت في