للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى. وشك: سرعة. استراثوني: استبطئوني. خامرهم: خالطهم. الطيش: الخفّة وذهاب العقل من الجوع. أسدّ مخمصتهم: أزيل جوعهم. والغصة: ما يختنق به وإساغتها: تسهيلها حتى تبتلع. انقلب على الأثر، أي في الحين وفي الطريق الذي أمضى فيه. أرجع: أمشي على أثري فيه مسرعا، قبل أن يمشي غيري فيغيّره، فهذا معنى أنقلب على الأثر. متأهّبا: مستعدّا. فيئته: رجوعه. مضطبنا: حاملا على ضبنه وهو خصره.

محثحثا: معجّلا. إيابه: رجوعه.

***

فأبطأ بطءا جاوز حدّه، ثمّ عاد الغلام وحده، فقلنا له: ما عندك من الحديث عن الخبيث؟

فقال: أخذني في طرق متعبة، وسبل متشعّبة، حتّى أفضينا إلى دويرة خربة، فقال: هاهنا مناخي، ووكر أفراخي. ثمّ استفتح بابه، واختلج منّي جرابه، وقال:

لعمري، لقد خفّفت عنّي، واستوجبت الحسنى منّي، فهاك نصيحة هي من نفائس النّصائح، ومغارس المصالح، وأنشد: [المتقارب]

إذا ما حويت جنى نخلة ... فلا تقربنها إلى قابل

وإمّا سقطت على بيدر ... فحوصل من السّنبل الحاصل

ولا تلبثنّ إذا ما لقطت ... فتنشب في كفّة الحابل

ولا توغلنّ إذا ما سبحت ... فإنّ السّلامة في السّاحل

وخاطب بهات، وجاوب بسوف ... وبع آجلا منك بالعاجل

ولا تكثرنّ على صاحب ... فما ملّ قطّ سوى الواصل

***

الخبيث، قال أبو الهيثم: الخبيث: الذكر من الشياطين وجمعه خبث. أبو عبيدة:

الخبيث: ذو الخبث في تفسيره. متشعّبة: متفرّقة، وتشعّب الطريق: خرجت منه شعب إلى كل جهة، أي طرق أخر، فأراد أنه خلط عليه بحيث لا يهتدى إلى منزله، فكان يخرجه من طريق إلى طريق. أفضينا: وصلنا، وهو من الفضاء. مناخي: منزلي، وأصله موضع إناخة البعير. وكر أفراحي: عشّ أولادي. استفتح: ضرب وقال: افتحوا الباب.

اختلج: أخذ بسرعة. جرابه: وعاء زاده. الحسنى: الفعل الحسن. هاك: خذ النّفائس:

الذخائر: الرّقاع. مغارس: مواضع يغرس فيها. المصالح: جمع مصلحة، مفعلة من الصلاح. حويت: جمعت وحزت. جنى نخلة: هو التمر. بيدر: أندر الزرع، يسمّى بالشأم أندر، وبالعراق بيدر. حوصل: اجعل في حوصلتك وهي للطائر في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>