للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب الشافعيّ رضي الله عنه لصديق له: [الطويل]

لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... لقد سرّني أنّي خطرت ببالك (١)

وأتى الشافعيّ رضي الله عنه مسجدا، فصادف قوما يغتابونه، فسدّ الباب وقال:

[الطويل]

هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت (٢)

وقال الشاعر: [السريع]

ثالبني عمرو وثالبته ... فأتم المثلوب والثالب

قلت له خيرا وقال الخنى ... كلّ على صاحبه كاذب

قوله: «العثرات»، السقطات. يدحض: يبطل، يريد أنّ البحث عن عيوب الصاحب يبطل مودّته.

أبو بردة الأسلمي رضي الله عنه: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه، لا تذمّوا النّاس ولا تعيّروهم، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنه من يلتمس عورة أخيه تتبّع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بطن بيته» (٣).

وقال سابق البربريّ: [الوافر]

إذا ما كنت طالب كلّ ذنب ... ولم تحلل أخاك عن العتاب

تباعد من تباعد بعد قرب ... وصار بك الزّمان إلى اجتناب

وقال عبد الله بن جعفر: عليك بصحبة من إن صحبته زانك، وإن غبت عنه صانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن رأى منك خلّة سدّها، أو حسنة عدّها.

وقال الحسن بن وهب: من حقوق المودّة أخذ عفو الإخوان والإغضاء عن تقصير إن كان.

وقيل: خير الإخوان من إذا نسيت ذنبك لم يقرعك به، ومعروف عندك لم يمنّ عليك به.

وقال الشاعر: [الطويل]

إذا شئت أن تدعى كريما مهذّبا ... سنّيا سريّا ماجدا فطنا حرّا

إذا ما بدت من صاحب لك زلّة ... فكن أنت محتالا لزلّته عذرا


(١) البيت لابن الدمينة في ديوانه ص ١٧.
(٢) البيت لكثير عزة في ديوانه ص ١٠٠، وكتاب العين ٤/ ٢٦٣، ومقاييس اللغة ٢/ ٢١٦، والأغاني ٩/ ٣٨، وأمالي القالي ٢/ ١٠٩، وتزيين الأسواق ١/ ١٢٢، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٧/ ٣٧٦.
(٣) أخرجه الترمذي في البر باب ٨٣، وأبو داود في الأدب باب ٣٥، ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>