للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم

الهمم: جمع همّة. تتفاوت: تتباعد ما بينها. القيم: المنازل. السفير: الرسول:

يهن: يضعف، والمعنى أن السفير إذا تعدّى فزاد في الحديث ضعف التدبير، ولو عكست لقلت: إن تدبير المرسل إذا اختلّ ضعف السفير، وإن كان حازما، وعلى هذا أنشدوا:

[السريع]

إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه (١)

وإن ناصح منك يوما دنا ... فلا تنأ عنه ولا تقصه

وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور لبيبا ولا تعصه

وذو الحقّ لا تنتقص حقّه ... فإنّ القطيعة في نقصه

ولا تحرصنّ فربّ امرئ ... حريص مضاع على حرصه

قوله: «خلل»، فساد. والإحماد: أن تجد الرجل محمودا.

والاجتهاد: بلوغ الجهد، وهو أقصى الطاقة، والمعنى: أنّ الرجل يستحق أن يكون محمودا بحسب ما بذل من اجتهاده وطاقته؛ ولو عكست لقلت: الاجتهاد واجب عليك فيما كلفته بحسب إحمادك من كلّفك.

الملاحظة: النظر بمؤخر العين.

المحافظة: التحرّز، والمعنى: إنك إذا أوجبت ملاحظة حال المحافظ لك، ففعلك ذلك كفاء محافظته، وإن عكست قلت إن المحافظة لك إذا صفت محافظته فهي كفاء ملاحظتك.

الموالي: الذي يوالي الخير، والكرم، أي يفعل المرة بعد المرة. تعهّد: تفقّد.

الموالي: بنو العمّ، وقيل: الموالي معن والاك بعتق أو بحلف أو بصحبة، فكلّ واحد منهما مولّى للآخر، والموالي بالضم بالفاعل، والمعنى إذا تعاهدت من والاك بما أوجبه ولاؤه من رعايته، صفت مودته لك، وإن عكست قلت: إن الموالي يتعهدون من والاهم.

والصحيح في هذا الموضع أنّ الموالي الذي يوليك ودّه، والموالي: العبيد والأتباع.

وسألني الأستاذ المقرئ الحاجّ ابن السّقاط في هذا الموضع، فأجبت بما تقدّم، فقال لي: معنى هذا الموضع غائب عمّن لا يعرف سيرة أهل المشرق، وذلك


(١) الأبيات لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٦٤، وللزبير بن عبد المطلب في جمهرة الأمثال ١/ ٩٨، وبلا نسبة في تاج العروس (بسند)، والأغاني ١٧/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>