أيعجب النّاس أن أضحكت سيّدهم ... خليفة الله يستسقى به المطر
لم ينب سيفي عن رعب ولا دهش ... عن الأسير ولكن أخر القدر
ثم قال: ما إن يعاب فرس إذا كبا، ولا يعاب صارم إذ نبا، ثم جلس وهو يقول:
كأني بابن المراغة قد بلغه الخبر فقال: [الطويل]
بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ... ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم
ضربت به عند الإماء فأرعشت ... يداك وقالوا محدث غير صارم
ثم قال: كأني يا أمير المؤمنين بابن القين قد أجابني فقال: [الطويل]
ولا نقتل الأسرى ولكن نفكّهم ... إذا أثقل الأعناق حمل المغارم
فأخبر الفرزدق القصة، فقال: [الطويل]
كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ... وتقطع أحيانا مناط التّمائم
ولا نقتل الأسرى ولكن نفكّهم ... إذا أثقل الأعناق حمل المغارم
وهل ضربة الروميّ جاعلة لكم ... أبا عن كليب أو أبا مثل دارم
فهذا إن صح من أعجب اتفاق الخواطر.
وقال الأقيشر: [الوافر]
جريت مع الهوى طلق العتيق ... وهان عليّ مأثور الفسوق
وجدت ألذّ عارية الليالي ... قران النّغم بالوتر الخفوق
ومسمعة إذا ما شئت غنّت ... متى نزل الأحبّة بالعقيق
تمتّع من شباب ليس يبقى ... وصل بعرا الصّبوح عرا الغبوق
وقال أبو نواس رحمه الله تعالى: [الوافر]
جريت مع الهوى طلق الجموح ... وهل عليّ مأثور القبيح (١)
وجدت ألذّ عارية الليالي ... قران النغم بالوتر الفصيح
ومسمعة إذا ما شئت غنّت ... متى كان الخيام بذي طلوح
تمتّع من شباب ليس يبقى ... وصل بعرا الغبوق عرا الصّبوح
ومن ذلك ما نسب السري للخالدي فيما قدّمناه من سرقة شعره، قال السريّ:
[الكامل]
وكأنّ كأس مدامها ... لما ارتدت بحبابها
(١) الأبيات في ديوان أبي نواس ص ٢٥٧.